تانا.. عودة العقل الإفريقي إلى طاولة النار والسلام

تانا.. عودة العقل الإفريقي إلى طاولة النار والسلام
دولية / الاثنين 27 أكتوبر 2025 - 09:43 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد الشباب المجيد

أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا

بعد عامين من الغياب، استعادت مدينة بحر دار نبضها السياسي وهي تستضيف الدورة الحادية عشرة لمنتدى تانا للسلم والأمن في أفريقيا، حيث اجتمع المسؤولون والخبراء من مختلف أنحاء القارة والعالم تحت شعار “أفريقيا في نظام عالمي متغيّر”، في محاولة لإعادة تعريف موقع القارة في مشهد دولي مضطرب تتقاذفه الحروب والتكنولوجيا والسياسات المتشابكة.

المنتدى، الذي وُلد سنة 2012 كمختبر فكري إفريقي خالص، عاد هذا العام بنَفَس جديد، متبنّيًا حوارًا صريحًا حول التحديات التي تهدد السلم داخل القارة، بدءًا من النزاعات المسلحة وصولًا إلى الذكاء الاصطناعي الذي أصبح سلاحًا ذا حدين؛ أحدهما يَعِد بالتقدم والآخر يزرع الفوضى إن تُرك بلا ضوابط.

وفي واحدة من أكثر الجلسات إثارة، ناقش الحضور البعد الأخلاقي لاستخدام التقنيات الذكية في الحروب، حيث برزت أسئلة حارقة عن حدود الإنسان في زمن الروبوت والمراقبة الرقمية، وعن مسؤولية الدول الأفريقية في تشريع استعمال هذه الأدوات دون المساس بحقوق الإنسان أو تحويل ساحات القتال إلى مختبرات تجريبية لذكاء لا يرحم.

كما برزت على طاولة النقاش قضية إصلاح الاتحاد الأفريقي، إذ أجمع المتحدثون على أن استقلالية القرار الأفريقي تبدأ من استقلالية التمويل، وأن بقاء مؤسسات الاتحاد رهين بقدرته على التحرر من الارتهان المالي الخارجي، مع ضرورة تقريب العمل القاري من الشعوب، حتى لا يبقى الاتحاد مجرد هيكل فوقي معزول عن نبض المواطن.

أما القرن الأفريقي، فكان الحاضر الدائم في الجلسات السياسية، حيث طُرحت رؤى لتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي بين إثيوبيا والصومال ودول الجوار، في مواجهة التحديات العابرة للحدود كالنزوح والجريمة والإرهاب، ليصبح منتدى تانا من جديد منارة تُذكّر بأن الحلول الأفريقية، مهما تأخرت، قادرة على إعادة بناء بيت القارة من الداخل قبل أن تهدمه رياح الخارج.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك