
أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
شهدت الساحة الدبلوماسية الأوروبية توترا جديدا عقب استدعاء وزارة الخارجية الفرنسية السفيرة الإيطالية في باريس، "إمانويلا داليساندرو"، وذلك على خلفية تصريحات مثيرة للجدل أطلقها "ماتيو سالفيني"، نائب رئيس الوزراء ووزير النقل والبنية التحتية الإيطالي، تجاه الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون".
هذه الخطوة الفرنسية عكست حجم الاستياء في قصر الإليزيه من خطاب
سالفيني الذي وُصف بالمهين والمستفز.
مصادر دبلوماسية فرنسية أكدت أن
الاستدعاء تم يوم الخميس الماضي، حيث جرى تذكير السفيرة بأن مثل هذه التصريحات لا
تتماشى مع طبيعة العلاقات التاريخية بين البلدين، خاصة في ظل التقارب الذي شهدته
باريس وروما في الأشهر الأخيرة بشأن عدد من الملفات، أبرزها الدعم غير المشروط
المقدم لأوكرانيا في مواجهة روسيا.
التوتر اندلع بعدما سخر سالفيني من
فكرة إرسال جنود غربيين إلى الأراضي الأوكرانية، موجها سهام انتقاده إلى ماكرون
شخصيا، إذ اقترح عليه أن يحمل خوذته وبندقيته ويتوجه بنفسه إلى جبهات القتال. هذا
التصريح لم يمر دون رد فرنسي صارم، اعتبره خروجًا عن حدود اللياقة السياسية
وتحديًا لمبدأ التضامن الأوروبي في مواجهة الحرب.
التراشق الكلامي بين باريس وروما يأتي
في وقت حساس تشهد فيه القارة الأوروبية حالة استنفار متواصل بسبب الحرب الروسية
الأوكرانية المستمرة منذ فبراير 2022، وما خلفته من انقسامات داخل الاتحاد
الأوروبي حول آليات الدعم العسكري والاقتصادي لكييف. وهو ما يجعل أي خلاف بين
دولتين محوريتين مثل فرنسا وإيطاليا بمثابة إضعاف للجبهة الأوروبية الموحدة.
وبينما تحاول باريس تطويق الأزمة عبر
القنوات الدبلوماسية، يرى مراقبون أن تصريحات سالفيني لم تكن مجرد زلة لسان، بل
امتداد لخطابه الشعبوي المعتاد الذي يضعه مرارا في مواجهة مباشرة مع شركائه
الأوروبيين. وهو ما قد يفتح الباب أمام مزيد من التوترات في العلاقات الفرنسية
الإيطالية، ما لم يتم احتواء الموقف بسرعة وبحكمة سياسية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك