
أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا
أثارت صورة اجتماع الرئيس الأميركي
السابق دونالد ترامب مع عدد من زعماء أوروبا في المكتب البيضاوي موجة غير مسبوقة
من السخرية والانتقادات عبر منصات التواصل الاجتماعي. فقد ظهر ترامب متربعا خلف
مكتبه، بينما جلس القادة الأوروبيون أمامه على مقاعد خشبية صغيرة، في مشهد غير
مألوف في الأعراف الدبلوماسية وصفه ناشطون بأنه أقرب إلى درس مدرسي يلقيه “المعلم
الأميركي” على تلاميذه الأوروبيين.
البيت الأبيض نشر الصور الرسمية
للقاء، مرفقا إياها بتعليق اعتبره “يوما تاريخيا” وبأن ترامب هو “رئيس السلام”.
غير أن هذه الرواية الرسمية قوبلت بعاصفة من الانتقادات، إذ رأى المعلقون أن
الصورة تجاوزت كونها مجرد لقطة بروتوكولية لتتحول إلى تجسيد بصري لهيمنة الولايات
المتحدة واستمرار دورها القيادي على حساب أوروبا، بما يحمله من رسائل إذلال مقصودة.
بعض المدونين شبهوا القادة الأوروبيين
بطلاب مصطفين أمام ناظر المدرسة، بينما اعتبر آخرون أنهم بدوا كموظفين يقدمون
تقاريرهم لمدير شركة، لا كرؤساء دول يمثلون قارة بأكملها. وأكدوا أن الرسالة
واضحة: “أوروبا ليست ندا، بل مجرد تابع ينتظر التعليمات”.
لغة الجسد كانت الأكثر تعبيرا في
المشهد: ماكرون بيدين مطويتين في وضع دفاعي، أورسولا فون دير لاين مشبوكة اليدين
بعصبية، زيلينسكي بملابس سوداء بدا كتلميذ متململ، فيما انشغل آخرون بتدوين الملاحظات
بملامح متجهمة. صورة واحدة لخصت حالة الارتباك الأوروبي أمام “مدير المدرسة
الأميركية”.
منتقدون اعتبروا أن ترامب استغل
البروتوكول ليعيد صياغة المسرح السياسي على هواه، جاعلا من القادة الأوروبيين مجرد
“كومبارس” في استعراض قوته، ومكرسا عبارته الشهيرة “أميركا أولا… وأوروبا مجرد
ظل”. فقد بدا أنه لم يعد ضيفا يبحث عن مقعد على الطاولة، بل صار هو صاحب الطاولة
وصاحب القرار.
التوصيفات الساخرة لم تتوقف، إذ كتب
أحد النشطاء: “غطرسة استعراض القوة.. ترامب ناظر المدرسة، وقادة أوروبا الذين
حكموا العالم يوما صاروا طلابا مذلولين أمامه”. أما زيلينسكي، فقد بدا وكأنه ينتظر
درسا خصوصيا من ترامب في كيفية التعامل مع أميركا المتقلبة.
بهذا المشهد، تحولت صورة عابرة إلى
عنوان كبير عن أزمة التوازن في العلاقات عبر الأطلسي، وأظهرت كيف يمكن للغة الصورة
أن تهزم مئات البيانات الرسمية، مختزلة المشهد كله في عبارة واحدة يرددها
المدونون: “ترامب المعلم.. وأوروبا التلاميذ”.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك