أنتلجنسيا المغرب:للا الياقوت
في خطوة قد تعيد ترتيب أوراق الحرب المشتعلة في غزة، كُشف عن تفاصيل مثيرة لمقترح أمريكي جديد لوقف إطلاق النار، يقضي بتهدئة تمتد لـ60 يوماً، مقابل صفقة تبادل معقدة تشمل الإفراج عن رهائن إسرائيليين وسجناء فلسطينيين، وسط ضمانات دولية بقيادة الولايات المتحدة ومشاركة مصر وقطر.
المقترح ينص على إطلاق سراح 28 رهينة إسرائيلياً خلال الأسبوع الأول، منهم 10 أحياء و18 تُسلّم جثامينهم، مقابل الإفراج عن 1236 معتقلاً فلسطينياً وتسليم رفات 180 شهيداً. وتشمل الخطة إرسال مساعدات إنسانية فورية إلى غزة، تمر عبر قنوات متفق عليها مثل الأمم المتحدة والهلال الأحمر، شرط توقيع حركة "حماس" على الاتفاق.
ومن المرتقب أن تطلق "حماس" بقية الرهائن – وعددهم 30 – عند إعلان وقف دائم لإطلاق النار، على أن تلتزم إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية فور دخول الهدنة حيز التنفيذ. رغم ذلك، لم تُبدِ الحركة ترحيباً واضحاً، مؤكدة أنها تدرس الرد الإسرائيلي بعناية، معتبرة إياه غير مستجيب للمطالب الفلسطينية المشروعة، ومعلنة بدء مشاورات داخلية مع الفصائل.
في المقابل، جاء الرد الإسرائيلي عنيفاً. وزير الدفاع يسرائيل كاتس وجه إنذاراً مباشراً لحماس: إما القبول بالمقترح الأمريكي أو مواجهة "الإبادة". أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، فدعا إلى "الضرب بكامل القوة" وتدمير الحركة دون تردد، متهماً الحكومة بالتردد وإضاعة الفرص.
الردود الدولية بدورها لم تتأخر. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وجه انتقادات لاذعة لإسرائيل، محذراً من انهيار مصداقية الغرب إذا استمر الصمت أمام الكارثة الإنسانية في غزة. وأكد أن فرنسا قد تعيد النظر في مواقفها إذا لم تُرفع القيود عن المساعدات. كما شدد على أن الاعتراف بدولة فلسطينية لم يعد مجرد مطلب أخلاقي، بل ضرورة سياسية.
وزارة الخارجية الإسرائيلية ردت بغضب على تصريحات ماكرون، متهمة إياه بـ"الحرب الصليبية" ضد إسرائيل، وواصفة تصريحاته بـ"الأكاذيب الفاضحة"، زاعمة أن لا وجود لحصار إنساني، وأن إسرائيل تسهّل دخول المساعدات.
لكن الوقائع على الأرض تروي قصة أخرى. الأمم المتحدة حذرت من أن قطاع غزة بأكمله يواجه خطر المجاعة، موضحة أن 100% من السكان معرضون لخطرها. وأشارت إلى أن من أصل 900 شاحنة مساعدات، لم تصل إلى الداخل سوى 600، بينما نُقلت حمولة عدد قليل منها فقط إلى داخل القطاع المحاصر.
هكذا، تتشابك خيوط معقدة بين مقترحات سياسية، وحسابات عسكرية، ومأساة إنسانية تتعمق يومًا بعد يوم، في انتظار أن تُقرر الأطراف المتحاربة: هل سيكون المخرج عبر طاولة التفاوض أم عبر جحيم الحرب؟
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك