بيل جيتس يفجّر مفاجأة من العيار الثقيل ويبهر العالم بأسره

 بيل جيتس يفجّر مفاجأة من العيار الثقيل ويبهر العالم بأسره
دولية / الخميس 08 مايو 2025 - 17:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب

في خطوة وُصفت بالأكثر جرأة في تاريخ العطاء العالمي، أعلن الملياردير الأمريكي بيل جيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، عزمه التبرع بكامل ثروته تقريباً خلال العقدين المقبلين، واضعاً بذلك نهاية لرحلته كأحد أغنى رجال العالم، ومعلناً عن مهمة إنسانية تتجاوز كل حسابات المال والأعمال.

جاء هذا الإعلان الصادم في بيان رسمي نُشر على موقعه الشخصي، بالتزامن مع الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس مؤسسة بيل وميليندا جيتس، حيث قال الرجل الذي يبلغ من العمر 69 سنة: "سيقول الناس أشياء كثيرة عني عندما أموت، لكنني مصمم على أن عبارة (مات غنياً) لن تكون واحدة منها." بهذه العبارة القوية، رسم جيتس ملامح ما تبقى من حياته: تفرغٌ كامل للعمل الخيري، ورغبة لا تتزعزع في تغيير واقع الفقر والمعاناة حول العالم.

الملياردير الأمريكي تعهد بضخ ما يقارب 200 مليار دولار خلال السنوات القادمة عبر مؤسسته، مستهدفاً أفقر سكان العالم، في وقت تتراجع فيه الدول الكبرى عن التزاماتها في مجال المساعدات الإنسانية. وقد وجه جيتس انتقاداً مبطناً لهذا التراجع، خاصة من الولايات المتحدة خلال عهد الرئيس الأسبق دونالد ترامب، مشيراً إلى أن "أغنى دول العالم لم يعد واضحاً إن كانت ستواصل الدفاع عن الشعوب الأكثر هشاشة".

أهداف جيتس الخيرية تبدو واسعة وشاملة: من القضاء على شلل الأطفال والملاريا والحصبة، إلى خفض وفيات الأطفال حديثي الولادة والأمهات، ومن محاربة الفقر إلى دعم الأنظمة الصحية في الدول الأكثر تهميشاً. لكنه في الوقت نفسه لم يُخفِ أن هذا التغيير الجذري لن يكتمل بدون التزام الحكومات، خصوصاً تلك التي خفضت ميزانيات مساعداتها كفرنسا وبريطانيا.

وفي خضم هذا التحدي الإنساني، أشار جيتس إلى أنه يعتزم إغلاق مؤسسته نهائياً في 31 دجنبر من سنة 2045، أي بعد استكمال ما وصفه بـ"آخر مهمة كبرى" في حياته. هذا القرار لم يأتِ من فراغ، بل بعد مسيرة طويلة من العمل الخيري الذي بدأه رفقة زوجته السابقة ميليندا فرينش جيتس عام 2000، والتي انضم إليهما فيها لاحقاً الملياردير والمستثمر الشهير وارن بافيت.

المثير في خطاب جيتس لم يكن فقط حجم المبالغ المرصودة أو طبيعة الأهداف النبيلة، بل الروح الثورية التي تقف خلف القرار. فهو لا يريد فقط أن يُنفق ثروته، بل أن يبعث برسالة واضحة: الغنى لا يصنع المجد، والميراث الحقيقي هو ما تتركه للبشرية لا لأرصدة الأبناء.

وسط عالم تتآكل فيه القيم التضامنية وتشتد فيه النزاعات على الموارد والنفوذ، يبدو بيل جيتس وكأنه يسير عكس التيار، مؤكداً أن ما تبقى من وقته وثروته ليس للترف أو الاستثمار، بل لإنقاذ من يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.

هذا الإعلان قد لا يغيّر وجه العالم وحده، لكنه بالتأكيد غيّر وجه العطاء إلى الأبد.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك