أنتلجنسيا المغرب: وصال .ل
تعيش تونس واحدة من أصعب الفترات في
تاريخها الحديث، حيث يواجه المواطنون أزمة خانقة في الحصول على أبسط ضروريات
العيش، من قنينات الغاز إلى المواد الغذائية الأساسية كالزيوت والخضر والحليب،
مشاهد الطوابير الطويلة أصبحت جزءًا من الحياة اليومية، حيث يقف المواطنون
بالساعات على أمل الحصول على ما يسد رمق أسرهم، في ظل ندرة غير مسبوقة في الأسواق،
هذه الأزمة لم تعد مجرد نقص في المواد، بل أصبحت تعكس انهيارًا اقتصاديًا عميقًا،
حيث يجد المواطن التونسي نفسه عالقًا بين ارتفاع الأسعار وشحّ الموارد، في وقت
تتفاقم فيه الأوضاع الاجتماعية إلى مستويات تنذر بانفجار وشيك.
وفي ظل هذه الأوضاع المتأزمة، تحولت
تونس من بلد كان يومًا نموذجًا للاستقرار في المنطقة إلى ملجأ للفارين من جحيم
الحروب في شمال إفريقيا، بينما يعاني التونسيون أنفسهم من أزمات معيشية خانقة، زاد
تدفق اللاجئين والمهاجرين غير النظاميين من الضغط على الموارد الشحيحة أصلًا، مما
خلق تحديات اجتماعية وأمنية جديدة، وبينما تتخبط الدولة في محاولة احتواء هذه
التداعيات، يبقى المواطن التونسي في مواجهة مباشرة مع أزمات لا تنتهي، بين البحث
عن لقمة العيش والتعامل مع تداعيات الهجرة غير النظامية التي أضافت عبئًا إضافيًا
على البنية التحتية المهترئة.
أما على الصعيد السياسي، فإن الرئيس
قيس سعيد يتبنى سياسة وصفها الكثيرون بالعرجاء، حيث أدخل البلاد في شبه نفق مسدود
عبر قرارات مثيرة للجدل ومحاكمات صورية تستهدف خصومه السياسيين بتهم تتراوح بين
التآمر على الدولة والخيانة، هذه المحاكمات لم تساهم إلا في تعميق حالة الاستقطاب
السياسي، حيث يرى كثيرون أن الرئيس يسعى لتصفية معارضيه بدلًا من التركيز على
إنقاذ البلاد من أزمتها الاقتصادية والاجتماعية، وبينما تتدهور الأوضاع، يزداد
الغضب الشعبي، حيث بات المواطن التونسي يرى أن الأولويات الحقيقية للدولة قد تم
تجاهلها لصالح معارك سياسية لا طائل منها.
وسط هذه الفوضى، يجد التونسيون أنفسهم
في معركة يومية من أجل البقاء، في ظل غياب أي حلول حقيقية أو إجراءات فعالة من
السلطة، الأزمات تتراكم، والاحتقان يتصاعد، بينما تبدو الحكومة عاجزة عن تقديم أي
رؤية واضحة للخروج من هذا النفق المظلم.
وبين طوابير الغاز ونقص الغذاء
والانقسامات السياسية، يبقى التساؤل الأكبر: إلى متى سيستمر هذا الوضع؟ وهل يمكن
أن تجد تونس طريقها للخروج من هذه الأزمة قبل أن تصل إلى نقطة اللاعودة؟
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك