برنامج الريادة تحت مجهر النقد التربوي هل يصنع جيلاً مفكراً أم يكرس أعطاب التعليم؟

برنامج الريادة تحت مجهر النقد التربوي هل يصنع جيلاً مفكراً أم يكرس أعطاب التعليم؟
تعليم / السبت 13 دجنبر 2025 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا

تؤكد مصادر متطابقة أن برنامج الريادة الذي تعتمد عليه وزارة التربية الوطنية يظل محدود الأثر ولا يرقى إلى مستوى الإصلاح الحقيقي القادر على النهوض بالنموذج التربوي التعليمي المغربي، إذ يرى ممارسون في الميدان أن هذا البرنامج يعاني من نقص واضح في الرؤية والبناء، وقد يفرز مستقبلاً اختلالات عميقة تهدد جودة التعلم وتوازن المنظومة التعليمية برمتها.

ويرى عدد من الفاعلين التربويين أن اعتماد التلامذة على إنجاز الأبحاث عبر الحواسيب باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي يشكل خطراً حقيقياً على قدراتهم الذهنية، باعتبار أن هذه البرمجيات الجاهزة لا تحفز التفكير ولا تفتح المجال أمام الاجتهاد الشخصي، بل تساهم في تعطيل العقل وتحويل المتعلم إلى مجرد مستهلك لمحتوى لا يشارك في إنتاجه.

وبالمقارنة مع الأساليب القديمة التي كان يعتمدها التعليم في إنجاز الأبحاث المدرسية، يؤكد مختصون أن تلك الطرق كانت أكثر نفعاً وجدوى، لأنها كانت تدفع التلميذ إلى البحث والقراءة والتحليل وبذل الجهد لفهم الموضوع، ما يرسخ المعرفة ويقوي مهارات التفكير والاستيعاب ويمنح التعلم بعداً تربوياً حقيقياً.

في المقابل، لا يرى بعض المختصين في ميدان التعليم بالمغرب إشكالاً في التعامل مع برامج الذكاء الاصطناعي من حيث المبدأ، معتبرين أن الخلل يكمن في الاعتماد المطلق عليها دون وعي أو مراقبة، حين يستعملها التلميذ لإنجاز فروضه ودروسه دون قراءة ما تم إنتاجه أو فهمه، ما يفقد العملية التعليمية معناها ومقاصدها.

ومن جهة أخرى، يؤكد هؤلاء أن استعمال الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون إيجابياً إذا كان التلميذ متمكناً من دروسه وواعياً بمحتواها، ويتعامل معها كأداة مساعدة لا كبديل عن الفهم والاجتهاد، بحيث يكون قادراً على التمييز والنقد والاستيعاب، وهو الشرط الأساس لأي تعليم سليم يهدف إلى بناء عقل مستقل لا عقل معطل.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك