وزارة التربية تغرق في الفوضى بعد هروب كبار المسؤولين

وزارة التربية تغرق في الفوضى بعد هروب كبار المسؤولين
تعليم / الجمعة 12 دجنبر 2025 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أبو فراس

تعيش وزارة التربية الوطنية، لحظة انفجار داخلي غير مسبوقة، بعدما تحولت مغادرة المستشارة النافذة المكلفة بصفقات “المدرسة الرائدة” من حادث معزول إلى شرارة كشفت حجم الزلزال الإداري الذي يضرب الوزارة.

فخلال أيام فقط، اتضح أن النزيف أكبر بكثير مما حاولت القيادة الجديدة إخفاءه، إذ تأكدت مغادرة المديرة العامة للتخطيط والموارد، هند بلحبيب، المسؤولة عن منظومة “مسار”، لتنضم إلى قائمة طويلة من المسؤولين الذين قرروا الهروب من قطاع يتداعى بسرعة مقلقة.

يتحدث الجميع وراء الأبواب المغلقة، عن ارتباك وارتجال وقرارات عشوائية باتت تتحكم في مصير أكبر قطاع حكومي في البلاد.

مدير المناهج نفسه سبق أن وضع طلب إعفائه، في خطوة عمّقت الانهيار الذي انطلق منذ لحظة دخول الوزير برادة إلى الوزارة، بعد انتقال مفاجئ لسلفه شكيب بنموسى إلى المندوبية السامية للتخطيط، تاركاً وراءه مشروع “المدرسة الرائدة” الذي انفجرت داخله سلسلة من الاختلالات البنيوية.

هذا، وتؤكد مصادر متواترة، أن طلبات الإعفاء تتقاطر على مكتب الوزير، بوتيرة تنذر بأن الوزارة أصبحت بيئة طاردة، وأن عدداً من المسؤولين لم يعودوا قادرين على العمل وسط حالة الفوضى وغياب رؤية تدبيرية واضحة.

حالة الاحتقان هذه، بلغت ذروتها بعد إطلاق يد الكاتب العام بالنيابة، حسين قوضاض، الذي يستعد للاستقرار رسمياً في منصبه، رغم المعارضة الصامتة والحادة التي يثيرها داخل دواليب الوزارة.

فالرجل، بحسب مصادر متطابقة، راكم خصومات واسعة ونسج تقارير أجهزت على مديرين إقليميين معروفين بالكفاءة، ما جعل كثيرين يعتبرون صعوده تهديداً مباشراً للمرفق العمومي.

الغضب لم يبق محصوراً في الرباط، فقد انتقلت عدوى السخط إلى الأكاديميات والمديريات، خصوصاً بعد الإعفاء المباغت للمدير الإقليمي بشيشاوة، الذي قُدم كـ“قربان” للتغطية على أخطاء مصالح مركزية، ما أثار موجة تذمر عارمة في صفوف الأطر الجهوية.

أحد مديري الأكاديميات، لم يتردد في توجيه انتقاد صريح خلال اجتماع رسمي حضره الوزير وكبار مسؤولي الوزارة، محذراً من تكرار سيناريو البرنامج الاستعجالي الذي انتهى بجر عدد من المسؤولين إلى غرف التحقيق والسجون.

في ظل هذا المشهد المضطرب، تبدو وزارة التربية سائرة نحو مرحلة من العاصفة الإدارية قد تطال رأس هرم القطاع نفسه، بعدما تحولت “المدرسة الرائدة” من مشروع إصلاحي، إلى مرآة تعكس حجم الفوضى التي تضرب أهم مؤسسة يفترض أن تقود المستقبل.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك