
أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا
أفادت مصادرنا أن في تصريح فوزي لقجع سر
برفض الاستجابة لمطالب النقابات التعليمية بسبب الكلفة المالية الباهظة جاء كصفعة
قوية لمسار الحوار الاجتماعي في قطاع التربية الوطنية، الرجل المكلف بمالية
المملكة لم يتردد في كشف العجز عن تلبية التزامات سابقة، معتبراً أن الظرفية
الاقتصادية لا تسمح بإضافة أعباء جديدة على الميزانية العمومية، في وقت يئن فيه
الاقتصاد الوطني تحت ضغط الغلاء وتزايد كلفة الدعم العمومي.
وزارة التربية الوطنية وجدت نفسها
مجبرة على الانصياع لتوجيهات وزارة المالية، لتعلن عملياً تجميد الاتفاقات الموقعة
في عهد الكاتب العام السابق يونس السحيمي، والتي كانت تشمل تسوية ملفات الترقيات
والتعويضات والفئات المتضررة، الوزير سعد برادة أعاد عقارب الساعة إلى الوراء
بقراره إعادة الملف إلى نقطة الصفر، وهو ما جعل النقابات أمام إحراج كبير مع
قواعدها، بعدما كانت قد قدمت الوعود بانتزاع مكاسب ملموسة، تقول المصادر.
في المقابل، التنسيقيات التعليمية لا
تخفي نبرتها التصعيدية، وتلوّح بالعودة إلى الشارع مع بداية الموسم الدراسي، فشعور
الغبن يتسع وسط رجال ونساء التعليم الذين يعتبرون أنفسهم ضحايا سياسة التماطل
الحكومي، خاصة أن مطالبهم كانت موضوع اتفاق رسمي لم يُنفذ.
هذا التراجع قد يفتح الباب أمام مرحلة
جديدة من الاحتقان، خصوصاً أن الحكومة تبدو وكأنها تراهن على ترحيل الأزمة إلى ما
بعد الانتخابات المقبلة، غير أن الواقع يشير إلى أن القطاع التعليمي، بحساسيته
الاجتماعية وثقله البشري، لن يقبل بسهولة منطق التأجيل والمراوغة، ما ينذر بموجة
احتجاجات قد تهز استقرار الموسم الدراسي المقبل وتعيد الصراع الاجتماعي إلى واجهة
الأحداث.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك