انهيار سقف قسم دراسي يهز ثانوية حاسي بركان ويعيد فتح ملف غش البنايات المدرسية

انهيار سقف قسم دراسي يهز ثانوية حاسي بركان ويعيد فتح ملف غش البنايات المدرسية
تعليم / الجمعة 16 مايو 2025 - 08:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أبو دعاء

في مشهد يكشف مجددًا هشاشة البنيات التحتية داخل المؤسسات التعليمية العمومية، شهدت الثانوية الإعدادية حاسي بركان التابعة لإقليم الناظور حادثًا خطيرًا إثر انهيار جزء من سقف أحد الأقسام خلال حصة دراسية، مما تسبب في إصابة تلميذة إصابة مباشرة على مستوى الرأس، استدعت نقلها على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات، وسط حالة من الذهول والهلع عمّت باقي التلاميذ والأطر التربوية.

الحدث لم يكن عابرًا، بل فجّر موجة غضب واستياء وسط الأطر التعليمية وأولياء الأمور وسكان الجماعة، لا سيما أن القسم المنهار يُعد من المرافق حديثة البناء داخل المؤسسة، وهو ما يكشف خللاً عميقًا في عمليات المراقبة والتتبع التقني للمشاريع المدرسية. فكيف يعقل أن ينهار سقف قسم جديد في غفلة من الجميع؟ وأين هي لجان التتبع والمصادقة؟

وأين صرفت الميزانيات المرصودة للبناء والتجهيز؟

الواقعة أعادت إلى الواجهة شبح الغش في البناء داخل المؤسسات التعليمية، وطرحت بقوة سؤال المحاسبة، خاصة في ظل غياب الشفافية بشأن هوية الشركة التي أنجزت الأشغال، والمهندسين المشرفين، والمسؤولين الذين وقعوا على محاضر التسلم المؤقت والنهائي للبناية.

ساكنة حاسي بركان، ومعها فعاليات المجتمع المدني، عبرت عن صدمتها، مطالبة بفتح تحقيق فوري، مستقل ونزيه، مع ترتيب المسؤوليات وربطها بالمحاسبة، حماية لأرواح التلاميذ الذين يُفترض أن يجدوا داخل المدرسة فضاءً آمنًا ومهيئًا للتعلم، لا ساحة خطر تهدد حياتهم في كل لحظة.

هذا الحادث ليس الأول من نوعه، بل يُضاف إلى سلسلة من وقائع مشابهة عرفتها مؤسسات تعليمية بمناطق مختلفة، حيث كشفت تقارير سابقة عن ضعف الجودة واستعمال مواد رديئة وانعدام الرقابة الجدية، في مشاريع يُفترض أن تلتزم بمعايير دقيقة باعتبارها موجهة لفئة هشة من المجتمع.

الفضيحة، إن لم يُفتح فيها تحقيق حقيقي، ستبقى جرحًا مفتوحًا في ذاكرة المنطقة، كما ستزيد من أزمة الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة، خصوصًا في قطاع التعليم الذي يعرف نزيفًا في البنيات والموارد البشرية على حد سواء.

ويبقى السؤال الكبير الذي يطرحه الرأي العام المحلي: من سيحاسب؟ وهل ستُطوى هذه الفضيحة كغيرها، أم ستشكل نقطة تحول نحو مراجعة شاملة لمنظومة بناء وصيانة المؤسسات التعليمية بالمغرب؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك