أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا
تشهد عدد من المدن المغربية حالة
ارتباك غير معلنة في التعاملات اليومية بسبب صعوبة الحصول على العملات النقدية
الصغيرة من فئتي الدرهم والخمسة دراهم، حيث يؤكد تجار وأرباب العمل.. في أسواق
مختلفة أن نقص هذه القطع بات يعرقل أبسط عمليات البيع ويضعهم في مواجهة يومية مع
الزبائن في غياب بدائل عملية داخل السوق.
ويشير متعاملون إلى أن الظاهرة لم تعد
معزولة أو مرتبطة بمدينة دون أخرى، بل أصبحت ملموسة في محلات البقالة والأسواق
الشعبية والمتاجر الكبرى على حد سواء، وهو ما خلق حالة تذمر صامتة لدى فئات تعتمد
بشكل أساسي على الأداء النقدي المباشر دون اللجوء إلى الأداء الإلكتروني الذي لا
يزال محدود الانتشار في عدد من المناطق.
وتتداول مصادر مهنية فرضية قيام بعض
التجار باكتناز كميات مهمة من هذه العملات داخل خزائنهم المالية لأغراض مرتبطة
بضبط السيولة أو لتجنب نقص الفكة خلال الفترات التي يرتفع فيها الإقبال
الاستهلاكي، مما ساهم في سحب جزء من هذه القطع من الدورة النقدية العادية وأدى إلى
تقليصها داخل السوق بشكل غير مرئي.
ورغم اتساع الجدل بين التجار
والمستهلكين، لم تصدر أي جهة رسمية توضيحًا يشرح خلفيات هذا النقص أو يقدم معطيات
حول حجم السيولة المتداولة، وهو ما عمق الإحساس بوجود خلل غير مفهوم داخل المنظومة
النقدية اليومية التي ترتكز عليها آلاف المعاملات الصغيرة في الحياة الاقتصادية
للمواطنين.
وتبقى هذه الأزمة الصامتة مؤشرًا على
حاجة السوق إلى حلول تنظيمية عاجلة تضمن استقرار التداول النقدي وتفادي انتقال
الظاهرة إلى مستويات أوسع قد تؤثر على الثقة في التعاملات البسيطة، خاصة في ظل
اعتماد شريحة واسعة من المستهلكين والتجار على الأداء النقدي كآلية أساسية داخل
الاقتصاد المحلي.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك