وأخيرا..المغرب يدخل عصر السرعة القصوى وانطلاقة قوية للجيل الخامس تكشف تحولاً رقمياً غير مسبوق

وأخيرا..المغرب يدخل عصر السرعة القصوى وانطلاقة قوية للجيل الخامس تكشف تحولاً رقمياً غير مسبوق
اقتصاد / الاثنين 17 نونبر 2025 / لا توجد تعليقات: تهنئة بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة

أنتلجنسيا المغرب:الرباط

يشهد المغرب واحدة من أسرع وأقوى الانطلاقات التكنولوجية في تاريخه المعاصر، بعد الإطلاق الرسمي لخدمة الجيل الخامس 5G الذي أعاد رسم ملامح المشهد الرقمي الوطني خلال أيام قليلة فقط. فمع نهاية الأسبوع الأول من دخول هذه التكنولوجيا إلى الخدمة، تم تسجيل تفعيل سبعة ملايين جهاز متوافق مع الجيل الخامس، وهو رقم ضخم يعكس شغف المغاربة بالابتكارات الرقمية وقدرتهم العالية على تبنّي التقنيات الجديدة.

هذا الإقبال الواسع منح المغرب دفعة قوية نحو مستقبل يعتمد على الاتصال الفائق السرعة، ويعزز موقعه كأحد الأسواق الرقمية الأكثر دينامية في إفريقيا والمنطقة المغاربية. وفي ظرف وجيز، انتقلت الشبكة إلى مرحلة توسع سريعة شملت 60 مدينة مرتبطة بستة آلاف محطة قاعدية تعمل على توفير تغطية واسعة وقدرات اتصال عالية الجودة، مما يمنح المستخدمين تجربة أكثر سلاسة واستقراراً مقارنة بالجيل الرابع.

وتسير مشاريع التغطية بشبكة 5G بوتيرة متسارعة، حيث يُتوقع أن يرتفع عدد المحطات القاعدية إلى 8200 محطة بحلول 31 ديسمبر المقبل، ما يعني أن المغرب يستعد لدخول 2026 بطاقة شبكية ضخمة تجعل من هذه التقنية رافعة أساسية للتحول الرقمي في الخدمات العمومية والاقتصاد الوطني.

وتؤكد شركات الاتصالات المغربية أن خطتها التوسعية تراعي شمولية التغطية، عبر ربط المدن الكبرى والمراكز الاقتصادية أولاً، قبل الانتقال تدريجياً إلى توسيع التغطية في المناطق شبه الحضرية، ثم القرى والمناطق النائية. كما تراهن هذه الشركات على تسريع الانتقال نحو اقتصاد رقمي حقيقي؛ اقتصاد يقوم على الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والابتكار التكنولوجي، وتطوير خدمات "المدن الذكية".

ومن المنتظر أن يُحدث الجيل الخامس ثورة في قطاعات عديدة، أبرزها الصناعة واللوجستيك والصحة والتعليم، خاصة مع الإمكانات التي تتيحها هذه التقنية من حيث الكمون المنخفض وسرعات الاتصال الخيالية، مما يسمح بالتحكم الآني في الأجهزة المتصلة، وتطوير خدمات جديدة مبنية على الواقع المعزز والحوسبة السحابية الضخمة.

وفي المجال الاقتصادي، يتوقع الخبراء أن يساهم 5G في جذب استثمارات أجنبية جديدة، خصوصاً في مجال مراكز البيانات والصناعات التكنولوجية المتقدمة، بفضل تطور البنية التحتية الرقمية وتنافسية السوق المغربية مقارنة بالأسواق الإقليمية.

أما على مستوى المواطنين، فإن الولوج إلى سرعات الإنترنت الجديدة سيُحدث تحسناً ملموساً في جودة البث التدفقي، والألعاب الإلكترونية، والخدمات المصرفية الرقمية، والعمل عن بعد، مما قد يدعم بشكل مباشر التحولات الاجتماعية التي عمّقتها جائحة كوفيد.

وإذا كانت السنوات الماضية قد عرفت بعض البطء في تحديث البنية التحتية الرقمية، فإن إطلاق الجيل الخامس بهذه القوة وبهكذا إقبال جماهيري يعيد التأكيد على قدرة المغرب على القفز نحو المستقبل بخطى ثابتة، خصوصاً في مرحلة تتجه فيها معظم الدول نحو رقمنة كل شيء، من الإدارة العمومية إلى الحياة اليومية للأفراد.

وهكذا، يبدو أن المغرب يفتح صفحة جديدة في مسار تحوله الرقمي، صفحة عنوانها تكنولوجيات الجيل الخامس وقدرة المغاربة على التفاعل السريع مع الثورة الرقمية العالمية. ومع التسارع المرتقب لتوسيع الشبكة خلال الأشهر المقبلة، يتهيأ البلد لدخول عصر جديد يعيد تعريف مفاهيم الاتصال، الاقتصاد، والخدمات الذكية، ويضعه في مصاف الدول الطامحة إلى بناء مستقبل تكنولوجي أكثر جرأة وقوة.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك