
أنتلجنسيا المغرب: الرباط
أكد المدير العام لبورصة الدار البيضاء، طارق الصنهاجي، أن المقاولات
الصناعية تشكل ركيزة أساسية في رسملة البورصة، وتجسد عنصر الاستمرارية داخل السوق
المالي الوطني، مشيرا إلى أن عددا من هذه المقاولات مدرج منذ عقود طويلة، ما يعكس
عمقها التاريخي ودورها في الاقتصاد الوطني.
وأوضح الصنهاجي، خلال حفل إطلاق برنامج جديد للتكوين والمواكبة
لفائدة المقاولات الصناعية ذات الإمكانات العالية، أن أكثر من أربعين في المائة من
الشركات المدرجة تنتمي إلى القطاع الصناعي، وهو ما يعكس، على حد قوله، قناعة راسخة
بأن الصناعة تمثل جوهر التحول الهيكلي للاقتصاد المغربي، وأن البورصة يجب أن تكون
إحدى الرافعات الأساسية لدعم هذه الدينامية.
وأشار إلى أن البرنامج يقوم على أربعة محاور هيكلية ويوفر مسارا
متكاملا لمواكبة المسيرين في مختلف مراحل تحولهم، معتبرا أن الدورة الأولى تمثل
انطلاقة قوية نحو دينامية جديدة ومستدامة داخل المشهد الصناعي والمالي الوطني، إذ تحظى
باهتمام متزايد من طرف المقاولات ودعم مستمر من الشركاء المؤسساتيين.
من جانبه، شدد رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، شكيب لعلج،
على أن هذا البرنامج سيعزز عمليات الإدراج في البورصة بالنسبة للمقاولات الصناعية،
وسيساعدها على تطوير أدائها ليس فقط في الجوانب المالية، بل أيضا في الاستراتيجية
والحكامة والتنظيم، إضافة إلى بناء سردية مؤسساتية قوية قادرة على جذب المستثمرين.
وأضاف لعلج أن البرنامج سيمكن هذه المقاولات من التحول من منطق
تدبير الممتلكات إلى منطق النمو المشترك والانفتاح على علاقة جديدة مع المساهمين والسوق،
معتبرا أن مواكبة المسيرين في هذا المسار التحويلي خطوة ضرورية نحو الاندماج
الكامل في الاقتصاد العصري.
وأكد رئيس الاتحاد أن الهدف الأسمى هو جعل المغرب أمة صناعية
كبرى، ذات سيادة وتنافسية مستدامة، مبرزا أن الاتحاد العام لمقاولات المغرب سيكون
حاضرا بقوة إلى جانب الشركاء المؤسساتيين لمواكبة هذه الدينامية الجديدة التي
تتوخى منح دفعة قوية للنسيج الصناعي الوطني بأكمله.
ويهدف البرنامج، الذي تم إطلاقه بشراكة بين بورصة الدار البيضاء
ووزارة الصناعة والتجارة وبدعم من الاتحاد العام لمقاولات المغرب والهيئة المغربية
لسوق الرساميل، إلى تكوين ومواكبة المقاولات الوطنية الرائدة في قطاعات صناعية
استراتيجية تشمل الصناعات الغذائية والدوائية والكيميائية وشبه الكيميائية
والمعادن.
وقد تم اختيار ثلاثين مقاولة صناعية مغربية من الطراز الرفيع،
بعضها يحقق أرقام معاملات تتجاوز خمسمائة مليون درهم، للاستفادة من هذا البرنامج
الطموح، بما يتيح لها بلوغ مستويات جديدة من النمو والمردودية، والمساهمة في ترسيخ
موقع المغرب كقطب صناعي ومالي إقليمي.
وجرى الإطلاق الرسمي
للبرنامج بحضور وزير الصناعة والتجارة رياض مزور، ورئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب
شكيب لعلج، والمدير العام لبورصة الدار البيضاء طارق الصنهاجي، ورئيس مجلس إدارتها
إبراهيم بنجلون التويمي، إلى جانب ممثل الهيئة المغربية لسوق الرساميل ناصر
الصديقي، ومسيري المقاولات الصناعية المختارة للاستفادة من هذه المبادرة
الاستراتيجية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك