صيف 2025 الفلاحي..تحديات الجفاف وتوقعات متباينة في الأفق

صيف 2025 الفلاحي..تحديات الجفاف وتوقعات متباينة في الأفق
اقتصاد / السبت 19 يوليو 2025 - 00:30 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:الربان

تشير المعطيات الأولية الخاصة بصيف 2025 إلى أن الموسم الفلاحي بالمغرب سيواجه تحديات مناخية قاسية، نتيجة استمرار موجات الجفاف وضعف التساقطات المطرية خلال فصل الربيع.

هذه الظروف المناخية الصعبة، التي باتت تتكرر سنويًا، أثرت سلبًا على معدلات الإنتاج الفلاحي وأشعلت المخاوف بشأن الأمن الغذائي الوطني.

الحبوب في وضع حرج رغم المجهودات

القطاع الأكثر تضررًا، وفق التقديرات الرسمية وشهادات فلاحين من جهات دكالة، الحوز وسايس، هو زراعة الحبوب، التي عرفت تراجعًا ملحوظًا في المساحات المزروعة والمردودية. الخبراء يتحدثون عن "موسم ضعيف إلى متوسط"، رغم المجهودات المبذولة من طرف الدولة من خلال دعم البذور والأسمدة، وهو ما قد يفرض اللجوء إلى الاستيراد لتغطية الحاجيات الوطنية.

الزراعات السقوية.. مقاومة محدودة في ظل ضغط الموارد المائية

أما الزراعات التي تعتمد على الري، كالفواكه والخضر، فقد تمكنت جزئيًا من الصمود، خاصة في المناطق التي ما تزال تتوفر على مصادر مياه جوفية أو سُدود لم تُستنزف كليًا. إلا أن ضعف المخزون المائي بالسدود الكبرى، كسد المسيرة وبين الويدان، يضع مستقبل هذه الزراعات على المحك، خصوصًا مع استمرار موجات الحرارة الحادة.

تراجع الإنتاج الحيواني وأسعار الأعلاف

الوضع أثر أيضًا على قطاع تربية الماشية، حيث ارتفعت أسعار الأعلاف بشكل مهول بسبب ندرة الكلأ الطبيعي وغلاء الشعير، مما تسبب في تراجع الكتلة الحيوانية في بعض المناطق، وزاد من الأعباء المالية للفلاحين الصغار. ويُتوقع أن ينعكس هذا على أسعار اللحوم الحمراء خلال الأشهر المقبلة، خصوصًا مع اقتراب عيد المولد والمناسبات الصيفية.

تدخلات الدولة: دعم طارئ وانتظار طويل للإصلاح الهيكلي

الحكومة المغربية، عبر وزارة الفلاحة، أعلنت عن حزمة من الإجراءات الاستعجالية لدعم الفلاحين المتضررين، تتضمن توزيع الأعلاف المدعمة، وتوفير تمويلات مرنة لإعادة الاستثمار في الموسم القادم. غير أن العديد من المهنيين يرون أن هذه التدابير، وإن كانت ضرورية، تبقى محدودة الأثر دون إصلاحات هيكلية في تدبير الموارد المائية وتحديث أنظمة الري.

آفاق المستقبل: رهان على الابتكار والتأقلم

الخبراء الفلاحيون يؤكدون أن المغرب مطالب أكثر من أي وقت مضى بتسريع الانتقال نحو فلاحة مستدامة ومُقاوِمة للمناخ، من خلال استعمال التكنولوجيا الفلاحية، وتحسين حكامة الموارد المائية، وتشجيع الزراعات الأقل استهلاكًا للماء. فالرهان اليوم، كما يقول أحد المختصين، "لم يعد فقط تحقيق وفرة الإنتاج، بل ضمان استمراريته في ظل أزمة مناخية دائمة".

خلاصات وتوصيات

موسم صيف 2025 الفلاحي يُظهر مرة أخرى هشاشة المنظومة الفلاحية أمام التحولات المناخية. ورغم جهود الدولة وتعبئة المهنيين، يظل إنقاذ الفلاحة المغربية مرهونًا بإصلاحات عميقة، تشمل تغيير نماذج الإنتاج، والتدبير الذكي للماء، ودمج البحث العلمي في صلب القرار الفلاحي.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك