أنتلجنسيا المغرب: الدار البيضاء
شهدت بورصة الدار البيضاء اليوم
الأربعاء 16 يوليو 2025، تحولات لافتة في المؤشرات، حيث واصل السوق منحاه التصاعدي
في ظل أداء قوي لعدة قطاعات حيوية، وعلى رأسها الطاقة والصناعات، بينما سجل الدرهم
المغربي تراجعًا واضحًا أمام الدولار واليورو، مما يثير تساؤلات حول تداعيات ذلك
على الاقتصاد الوطني والقدرة الشرائية للمواطنين.
المؤشر العام MASI اختتم جلسة اليوم على وقع الاستقرار
النسبي، بعد أن تمكن من تعزيز مكاسبه الأسبوعية بنسبة فاقت نصف النقطة المئوية،
مستقرًا على ارتفاع قدره 0.67%. ويبدو أن السوق المحلي لا يزال يركب موجة صعودية
مستمرة منذ مطلع السنة، إذ قفز المؤشر منذ بداية 2025 بنسبة 41%، مدعومًا بحركية
استثمارية قوية، واهتمام متزايد من طرف المؤسسات الكبرى.
قطاع الطاقة كان نجم الجلسة بدون
منازع، محققًا أفضل أداء بنسبة نمو أسبوعية بلغت 4.65%، متبوعًا بقطاع الصناعات
الذي سجل هو الآخر قفزة بنسبة 2.82%. كما تألقت قطاعات الرعاية الصحية والسلع
الاستهلاكية، ما يعكس تحولًا واضحًا في توجهات المستثمرين نحو المجالات المرتبطة
بالاستهلاك اليومي والطاقة النظيفة.
وفي ساحة الرابحين، لمع سهم شركة
"أعمال البناء
TGC" ضمن
قطاع الصناعات، بارتفاع مدهش ناهز 8.8%، متبوعًا بسهم "Label Vie" الذي سجل نموًا معتبرًا بلغ 7.0%،
مدعومًا بتحسن سلاسل التوريد وانتعاش القوة الشرائية لدى بعض الفئات الاجتماعية.
كما برز سهم
"TAQA Morocco" في قطاع المرافق والطاقة بصعود لافت قدره 2.2%.
أما في جبهة العملات، فقد سجل الدرهم
المغربي تراجعًا أمام الدولار الأمريكي، ليستقر اليوم عند 9.0464 درهم للدولار،
مرتفعًا عن معدلات الأسبوع الماضي التي تراوحت بين 8.97 و9.03 دراهم. هذا التراجع
الطفيف يعكس ضغطًا متصاعدًا على الاحتياطات الوطنية من العملة الصعبة، في وقت يشهد
فيه الاقتصاد العالمي توترات مالية ومصرفية ملحوظة.
أما مقابل الأورو، فقد بلغ سعر صرف الدرهم
0.095 أورو، وهو نفس معدل الأسبوع الماضي تقريبًا، مع تقلبات طفيفة تنذر بعدم
استقرار في ميزان المعاملات الخارجية للمملكة.
المحللون يتابعون هذه التطورات بكثير
من الحذر، حيث إن تراجع قيمة العملة المحلية قد يؤدي إلى مزيد من الضغوط على
المستهلك المغربي، خاصة في ظل ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية الأساسية،
في حين أن أداء البورصة القوي يُظهر ثقة نسبية لدى المستثمرين بقدرة الشركات
المغربية الكبرى على الصمود ومراكمة الأرباح.
وفي ظل هذا المشهد المتقلب، يتزايد
ترقب الفاعلين الاقتصاديين لأي مؤشرات سياسية أو مالية قد ترسم ملامح المرحلة
المقبلة، خصوصًا مع اقتراب الدخول الاقتصادي والاجتماعي المقبل، الذي سيكون بلا شك
حاسمًا في تقييم مدى قدرة الاقتصاد الوطني على تجاوز مطبات الأسواق العالمية
وتقلبات أسعار العملات والطاقة.
بورصة الدار البيضاء تعيش لحظة توهج
نادرة، لكنها ليست بمعزل عن تحديات خارجية متسارعة قد تعيد ترتيب أوراق الرابحين
والخاسرين في أي لحظة. وبين ربح مؤشرات اليوم وتقلبات العملات، يبقى الأفق مفتوحًا
على كل السيناريوهات.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك