أنتلجنسيا المغرب: الدار البيضاء
أنهت بورصة الدار البيضاء جلسة تداول
يوم الخميس 17 يوليوز 2025 على وقع تذبذب خفيف، عاكسة حالة من الترقب والحذر في
أوساط المستثمرين، حيث أغلق مؤشرها العام "ماسي" على انخفاض طفيف لم
يتجاوز عتبة الانكماش الرمزي، مستقراً قرب مستوى 18818 نقطة، وهو تراجع يضع السوق
في حالة جسّ نبض، دون أن ينذر بانزلاقات حادة أو تصحيحات مقلقة في الأفق القريب.
هذا الأداء الباهت يعكس مزاجًا
مضطربًا خيم على قاعة التداول، إذ تراجعت بعض الأسهم المدرجة في قطاعات حيوية،
بينما حافظت أخرى على تموضع متماسك، وسط غياب طفرات لافتة أو انهيارات مثيرة
للقلق. السوق بدت وكأنها تتحسس خطواتها وسط الضباب، في وقت ينتظر فيه المتعاملون
مؤشرات أقوى على صعيد الاقتصاد الكلي أو قرارات مالية من شأنها دفع المنحنى في
اتجاه أو آخر.
وفي ظل هذا السياق المتذبذب داخليًا،
يبرز عنصر الاستقرار في الواجهة النقدية، حيث واصل الدرهم المغربي أداءه المتزن
أمام العملات الرئيسية، خصوصًا الدولار الأمريكي واليورو الأوروبي. فقد سجل الدرهم
نحو 0.1101 دولار، مع تراجع طفيف مقارنة بمستويات الأسبوع الماضي، لكنه ظل
متماسكًا ضمن هامش آمن، يعكس صلابة السياسة النقدية وقدرتها على امتصاص الاهتزازات
الخارجية.
أما في مواجهة العملة الأوروبية
الموحدة، فقد واصل الدرهم صموده وسجل قرابة 0.09515 يورو، ما يعزز من قدرته
التنافسية في المبادلات التجارية ويدعم ثقة المستثمرين في استقرار المشهد المالي
الوطني.
الواقع أن ما يُلاحظ اليوم في البورصة
يعكس ميزانًا دقيقًا بين ضغوط ظرفية وتماسك هيكلي، حيث لا تزال البنية السوقية
تحتفظ بعناصر الصلابة رغم تقلبات الأداء اليومي. فالسوق تعيش مرحلة اختبار، يتطلع
فيها المستثمرون إلى إشارات أعمق من الحكومة أو بنك المغرب حول أفق السياسات
الاقتصادية المرتقبة.
في المجمل، يوم الخميس في بورصة الدار
البيضاء كان يوم "تنفّس بين الشهيق والزفير"، والدرهم اختار أن يمشي على
الحبل المشدود بثقة، في انتظار أن تنجلي الصورة أكثر في قادم الأيام.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك