الدرهم يتماسك والأسهم تتقلب: بورصة الدار البيضاء تحت المجهر في جمعة 18 يوليوز 2025

الدرهم يتماسك والأسهم تتقلب: بورصة الدار البيضاء تحت المجهر في جمعة 18 يوليوز 2025
اقتصاد / الجمعة 18 يوليو 2025 - 19:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب: الدار البيضاء

عاشت بورصة الدار البيضاء خلال تداولات يوم الجمعة 18 يوليوز 2025 على وقع تذبذب حاد في أداء مؤشراتها الرئيسية، وسط ترقب المستثمرين لتطورات اقتصادية محلية ودولية انعكست مباشرة على حركة الأسهم وسوق الصرف.

فقد شهد مؤشر مازي الرئيسي تغيرًا طفيفًا في اتجاهين، حيث افتتح الجلسة على وقع انتعاش نسبي، قبل أن يتراجع منتصف النهار بفعل ضغوط بيعية على بعض القطاعات الحيوية، خصوصًا البنوك والعقار، ليغلق في نهاية المطاف على تراجع محدود.

في قائمة الرابحين، تصدرت أسهم شركة "اتصالات المغرب" المشهد بارتفاع ملحوظ مدعوم بنتائج مالية إيجابية خلال النصف الأول من السنة، تلتها أسهم "سونasid" و"مناجم" التي استفادت من ارتفاع أسعار المواد الأولية في الأسواق العالمية. كما سجلت شركات قطاع التأمين أداءً جيدًا نسبيًا، مما دعم بعض التوازن في السوق.

في المقابل، تكبدت أسهم شركات العقار والبنوك أبرز الخسائر خلال هذه الجلسة، حيث تراجع سهم "أليانس" بشكل لافت، متأثرًا بتقارير إعلامية عن تعثر مشاريعها في بعض المدن الكبرى. كما شهد سهم "التجاري وفا بنك" ضغوطًا بيعية بسبب تخوفات مرتبطة بسقف القروض والطلب الضعيف على التمويل العقاري.

وعلى مستوى تداولات القيمة، بلغ الحجم الإجمالي للتداولات حوالي 110 ملايين درهم، وهو رقم يعكس حذر المستثمرين في ضخ السيولة، في ظل غياب محفزات قوية وظروف دولية غير مستقرة، خاصة على مستوى أسواق الطاقة.

أما بخصوص العملة الوطنية، فقد أظهر الدرهم المغربي تماسكًا أمام العملات الأجنبية، حيث تم تداول اليورو عند حدود 10.82 درهم، مسجلًا استقرارًا نسبيًا مقارنة بالجلسة السابقة، في حين تراجع الدولار الأمريكي قليلًا ليستقر عند 9.89 درهم، بفعل تقلبات سوق الصرف الدولي وتوقعات الفيدرالي الأمريكي بخصوص أسعار الفائدة.

ويرى خبراء أن السوق تترقب خلال الأيام المقبلة حزمة من البيانات الاقتصادية الداخلية، من ضمنها مؤشرات النمو والتضخم، التي سيكون لها تأثير مباشر على سلوك المستثمرين داخل البورصة، وسط دعوات لتعزيز الشفافية وتحسين مناخ الأعمال لاستقطاب رؤوس أموال جديدة.

تبقى التحديات الكبرى متمثلة في ضعف السيولة وتراجع ثقة المستثمرين الأفراد، إضافة إلى غياب دينامية جديدة في قطاعات بعينها، وهو ما يفرض على الفاعلين الاقتصاديين وصناع القرار اتخاذ خطوات جريئة لدفع عجلة الاستثمار وتحقيق انتعاش حقيقي لبورصة الدار البيضاء، التي ما زالت تبحث عن نفس جديد في عالم يتغير بسرعة.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك