أنتلجنسيا المغرب:أحمد الهيلالي
في ظل تقلبات مناخية واقتصادية متزايدة، كشف المكتب الوطني للصيد البحري أن قيمة منتجات الصيد الساحلي والتقليدي المسوقة بالمغرب بلغت 4.81 مليار درهم مع نهاية يونيو 2025، رغم تسجيل تراجع في الكميات الإجمالية بنسبة 17 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2024.
وحسب التقرير الرسمي الذي صدر مؤخرًا عن المكتب، فقد بلغ حجم الكميات المفرغة من مختلف الأنواع 391 ألفا و353 طنا، متأثرة بانخفاض ملحوظ في عدد من الأنواع، خاصة الطحالب التي تراجعت بـ61 في المائة لتصل إلى 2316 طنا، والأسماك السطحية التي انخفضت بنسبة 21 في المائة إلى حدود 300 ألف و581 طنا. كما سجّل التقرير انخفاضًا في كميات الرخويات بنسبة 10 في المائة والقشريات بنسبة 7 في المائة.
ورغم هذا التراجع العام في الكمية، فإن القيمة المالية لبعض المنتجات عرفت قفزات لافتة. فقد ارتفعت قيمة الصدفيات بـ275 في المائة، وهي نسبة استثنائية تعكس الطلب القوي عليها محليًا ودوليًا، في حين زادت قيمة الأسماك البيضاء بـ13 في المائة، والرخويات بـ2 في المائة.
أما من حيث الكمية، فقد كانت الصدفيات مرة أخرى نجمة الموسم، بارتفاع بلغ 227 في المائة لتصل إلى 77 طنا، بينما زادت كميات الأسماك البيضاء بنسبة 14 في المائة لتصل إلى 55 ألفا و843 طنا.
وعلى مستوى الموانئ، أظهرت الموانئ المتوسطية أداءً جيدًا، حيث ارتفع حجم المنتجات المفرغة بها إلى 8158 طنا، بزيادة قدرها 13 في المائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، فيما ارتفعت القيمة بنسبة 15 في المائة لتبلغ أزيد من 391.3 مليون درهم.
في المقابل، شهدت الموانئ الأطلسية تراجعًا في الكميات بنسبة 17 في المائة، حيث لم تتجاوز الكمية المفرغة 383 ألفا و195 طنا، كما انخفضت القيمة المالية بشكل طفيف بنسبة 1 في المائة لتستقر في حدود 4.42 مليار درهم.
تعكس هذه المعطيات مشهداً مزدوجاً: صعودًا ملحوظًا في القيمة المالية لبعض الأصناف يعكس تحسنًا في التسويق والتصدير، مقابل تحديات حقيقية في وفرة المصيد، تستدعي مراجعة مستدامة لسياسات الاستغلال البحري وحماية الثروة السمكية الوطنية في ظل ضغوط بيئية واقتصادية متزايدة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك