أنتلجنسيا المغرب: الدار البيضاء
في جلسة تداول الثلاثاء 8 يوليوز
2025، عاشت بورصة الدار البيضاء يوماً متقلباً بين موجات الصعود والانهيار، حيث
تنوع أداء الأسهم بشكل لافت، فيما استمرت العملة الوطنية في تذبذبها أمام العملات
الصعبة، ما يعكس وضعاً مالياً دقيقاً يحتاج لقراءة عميقة وتحليل ذكي من المستثمرين
والمراقبين على حد سواء.
المؤشر المرجعي MASI واصل منحاه التصاعدي الذي بدأه مطلع
الأسبوع، محققاً دفعة إيجابية بفضل أداء قطاعات قوية مثل البنوك والمشروبات
والنقل. هذا الزخم الإيجابي جاء مدفوعاً بتحركات أسهم بارزة استطاعت تسجيل مكاسب
محترمة، في مقابل تراجعات دراماتيكية لأسهم أخرى عكست هشاشة بعض القطاعات الصغيرة
في وجه تقلبات السوق.
في صدارة الأسهم الرابحة، تصدّرت شركة
Marocaine
Ste de Therapeutique SA المشهد
بارتفاع تجاوز خمسة في المئة، تليها Micro Data SA التي
واصلت تألقها في قطاع التكنولوجيا بزيادة فاقت الأربعة في المئة. من جهتها، برزت
شركة AFMA
SA في قطاع التأمينات، مضيفة أكثر من
ثلاثة في المئة إلى رصيدها السوقي، وهو ما يعزز ثقة المتعاملين في مؤهلات هذه
المؤسسة.
في الضفة الأخرى من السوق، شهدت بعض
الشركات سقوطاً حاداً، أبرزها Involys التي
تراجعت بعشرة في المئة دفعة واحدة، ما أثار علامات استفهام حول متانة وضعها
المالي. كذلك، لحقت بها شركتا Cartier Saada وIB Maroc Com SA بخسائر قاربت العشرة في المئة، في
مشهد يلخص اختلال التوازن بين الرابحين والخاسرين في جلسة اتسمت بالتباين.
ورغم أن عدد الشركات المتراجعة تجاوز
تلك الرابحة، حيث سجلت 31 شركة خسائر مقابل 26 شركة رابحة و3 شركات استقرت دون
تغيير، إلا أن أداء السوق العام بقي في منطقة إيجابية مدفوعاً بوزن الشركات الكبرى.
وفي موازاة التحولات داخل البورصة،
سجل سعر صرف الدرهم المغربي تحركاً طفيفاً أمام الدولار الأمريكي واليورو
الأوروبي. فمقابل الدولار، استقر الدرهم عند 9.002 دراهم لكل دولار، متراجعاً بشكل طفيف عن مستواه في
بداية الأسبوع. أما أمام اليورو، فظل مستقراً في حدود 10.56 دراهم لليورو الواحد، ما يعكس حالة من التوازن النسبي رغم
التقلبات الطفيفة في السوق الدولية.
هذه المؤشرات تعكس وضعاً متقلباً
للأسواق المغربية، بين أسهم تفتح شهية المستثمرين وأخرى تثير القلق، بينما يقف
الدرهم المغربي وسط ضغوط الأسواق العالمية في لحظة تحتاج فيها السياسة المالية إلى
يقظة ومواكبة دقيقة.
وفي انتظار ما ستُسفر عنه جلسات نهاية
الأسبوع، يبقى المستثمر المغربي مطالباً بالحذر واليقظة، فالسوق لا ترحم من لا
يُتقن قراءة إيقاعها المتسارع.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك