الدرهم المغربي يثبت صلابته وبورصة الدار البيضاء تشتعل بوهج الأرباح في جلسة الأربعاء

الدرهم المغربي يثبت صلابته وبورصة الدار البيضاء تشتعل بوهج الأرباح في جلسة الأربعاء
اقتصاد / الأربعاء 09 يوليو 2025 - 12:32 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب: الدار البيضاء

شهدت بورصة الدار البيضاء اليوم الأربعاء 9 يوليوز 2025 ارتفاعًا لافتًا في مؤشرها العام، وسط حركية قوية للأسهم وعودة زخم التداول من طرف المؤسسات الكبرى، بينما واصل الدرهم المغربي صموده اللافت أمام الدولار واليورو، في مشهد يعكس تماسك الاقتصاد الوطني وتفاؤل المستثمرين.

سجل مؤشر MASI قفزة نوعية بلغت 0.86% ليستقر عند عتبة 18,808.50 نقطة، ليواصل مساره الصعودي الذي بدأه منذ أسابيع، مدعومًا بعمليات شراء واسعة طالت أسهمًا استراتيجية في قطاعات المال والتأمين والعقار، وهو ما أعاد الحيوية لأرضية السوق بعد مرحلة من التذبذب الحذر.

رغم غياب المعطيات الدقيقة حول قائمة الأسهم الأكثر ربحًا وخسارة خلال جلسة اليوم، إلا أن ملامح السوق كشفت عن انتعاش كبير في الطلب على أسهم الأبناك والمؤسسات المالية، التي قادت الدينامية التصاعدية مدفوعة بتوقعات جيدة للنتائج نصف السنوية، فيما أبانت بعض الشركات الصناعية عن أداء متوازن يعزز من ثقة المتعاملين.

بالموازاة مع هذا الإيقاع الإيجابي في البورصة، ظل الدرهم المغربي محافظًا على موقعه القوي في سوق الصرف، حيث استقر أمام الدولار الأمريكي عند حوالي 0.111 دولار للدرهم الواحد، فيما بلغ سعره أمام اليورو نحو 0.09472 يورو، وهي مستويات تعكس استقرار العملة الوطنية داخل هوامش الأمان التي حددها بنك المغرب، خاصة في ظل استمرار تطبيق نظام الصرف المرن.

وتأتي هذه الأرقام لتؤكد قدرة الاقتصاد المغربي على الصمود وسط تقلبات الأسواق العالمية، حيث استفاد الدرهم من توازن سلة العملات المعتمدة في تركيبته المرجعية، مع غلبة واضحة لليورو بنسبة 60% مقابل 40% للدولار، وهو ما وفر له نوعًا من الحماية ضد تقلبات الدولار القوية في الفترة الأخيرة.

اللافت أن هذا الأداء المالي والاقتصادي يأتي في ظل ترقب إعلان الشركات الكبرى عن نتائجها المالية برسم النصف الأول من السنة، ما يزيد من شهية المستثمرين على اقتناء الأسهم، ويجعل من بورصة الدار البيضاء نقطة جذب للاستثمار الداخلي والخارجي، خاصة مع تنامي الثقة في مناخ الأعمال واستقرار السياسات النقدية والمالية.

المؤشرات الحالية تعطي إشارات واضحة بأن السوق تتجه نحو مرحلة جديدة من الانتعاش، قد تفتح المجال لارتفاعات إضافية إذا ما تواصل ضخ السيولة وتحسنت المؤشرات القطاعية، لا سيما في مجالات البنيات التحتية والطاقة والخدمات المالية.

وفي انتظار نشر البيانات المفصلة حول الأسهم الأكثر دينامية، تبقى بورصة الدار البيضاء على موعد مع تحولات مهمة قد تضعها مجددًا في مقدمة الأسواق الناشئة في شمال إفريقيا، خاصة إذا تم تفعيل إصلاحات هيكلية ظلت مجمدة منذ سنوات، على رأسها تعزيز الشفافية وتوسيع قاعدة المستثمرين.

بهذا الزخم المتصاعد، وبهذا الدرهم الصامد، يدخل المغرب النصف الثاني من سنة 2025 بنَفَس متجدد يشي بأن الدينامية الاقتصادية قادرة على تخطي العقبات وفتح آفاق أوسع للنمو والثقة والاستثمار.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك