بورصة الدار البيضاء تشتعل بين الخسائر والانكماش..والدرهم يُقاوم التقلبات

بورصة الدار البيضاء تشتعل بين الخسائر والانكماش..والدرهم يُقاوم التقلبات
اقتصاد / الجمعة 13 يونيو 2025 - 16:30 / لا توجد تعليقات:


أنتلجنسيا المغرب:الدار البيضاء

شهدت بورصة الدار البيضاء اليوم الجمعة 13 يونيو 2025 يوماً متقلباً طبعته الضغوط البيعية التي واصلت زحفها على معظم الأسهم القيادية، وسط غياب واضح لمحفزات إيجابية، وارتباك لدى المستثمرين بفعل الضبابية المحيطة بالسوق المالية داخلياً وخارجياً.

سجل المؤشر الرئيسي للبورصة انخفاضاً ملموساً، ليؤكد بذلك استمرار المنحى التراجعي الذي طبع أداء السوق خلال الأسابيع الأخيرة. واستمر الاتجاه الهبوطي بفعل التراجع الجماعي لقطاعات أساسية مثل الأبناك والعقار والاتصالات، مما أثر بشكل مباشر على القيمة السوقية العامة للبورصة.

من أبرز الأسهم الخاسرة خلال تداولات اليوم، سجل سهم IB Maroc تراجعاً قوياً، ليقود قائمة الخسائر، تلاه سهم شركة SMI، الذي عجز عن الصمود أمام موجة البيع. كما انخفض سهم BMCI Bank بشكل لافت، بينما عرفت أسهم Aradei Capital وCiments du Maroc تراجعاً متتالياً، ما يعكس استمرار عزوف المستثمرين عن المخاطرة.

في المقابل، سجلت بعض الأسهم أداء إيجابياً محدوداً، حيث تمكنت شركات صغيرة ومتوسطة من تحقيق مكاسب طفيفة، لكن دون أن تغير في الاتجاه العام للسوق، الذي ما زال يسير في منحى سلبي يثير القلق.

وبالنسبة لأداء الدرهم، فقد ظل مستقراً نسبياً أمام الدولار الأمريكي، حيث بلغ سعر الصرف حوالي 0.1087 دولار للدرهم، وهو ما يعكس استمرار التحكم النقدي من طرف بنك المغرب في نطاق التذبذب المسموح به. كما حافظ الدرهم على توازنه أمام العملة الأوروبية الموحدة، ليسجل حوالي 0.095 يورو، رغم الضغوط القادمة من تقلبات الأسواق الأوروبية.

الوضع الراهن يعكس تراجع ثقة المستثمرين في مؤشرات البورصة، ويدفع نحو توقع مزيد من التحفظ في التعاملات المقبلة، خاصة في ظل شح الأخبار الإيجابية المرتبطة بالاقتصاد الوطني، وغياب التدخلات المؤسساتية القادرة على بث نفس جديد في السوق.

ويتزايد الضغط على المؤسسات المالية والفاعلين الاقتصاديين من أجل تحفيز السوق، وإعادة الثقة للمستثمرين، سواء عبر ضخ سيولة جديدة أو تحفيزات ضريبية، أو بتسريع وتيرة إصلاحات سوق المال.

بورصة الدار البيضاء، التي كانت توصف بقاطرة الاستثمار في شمال إفريقيا، تجد نفسها اليوم أمام تحديات جمة، تتطلب قرارات شجاعة تعيد الحيوية إلى فضاء التداول، وتضع حداً لنزيف الخسائر الذي أصبح واقعاً يومياً.

ومع تراجع حجم المعاملات اليومية وضعف الإقبال من طرف المستثمرين الأجانب، فإن استمرار هذا الوضع سيؤدي حتماً إلى مزيد من الانكماش المالي، وسيؤثر على ثقة المؤسسات الدولية في متانة السوق المالية المغربية.

ومع اقتراب نهاية النصف الأول من السنة الجارية، تبدو الصورة قاتمة ما لم تشهد البورصة دفعة قوية تنعش التداولات وتحرك العجلة الاستثمارية، خصوصاً في ظل تحولات اقتصادية إقليمية قد تحمل معها فرصاً لا يجب أن تضيع.

كل المؤشرات تدق ناقوس الخطر، وعلى المسؤولين عن السوق المالية التحرك بجدية لإعادة التوازن، لأن استمرار الانحدار قد يدخل البورصة في نفق يصعب الخروج منه، خصوصاً إذا تزايدت الضغوط على العملة الوطنية بفعل تحولات السوق العالمية.

في النهاية، يمكن القول إن يوم الجمعة هذا لم يكن يوماً عادياً لبورصة الدار البيضاء، بل هو حلقة إضافية في سلسلة من التراجعات التي تستدعي وقفة تقييم شاملة. أما الدرهم، فقد أبدى صموداً نسبياً، لكنه يبقى مهدداً ما لم تتخذ خطوات جدية لتقوية الاقتصاد الوطني ككل.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك