التمويل الهجين يشق طريقه في أفريقيا: بنجلون التويمي يُشعل نقاشًا استراتيجيًا بالدار البيضاء

أنتلجنسيا المغرب:أبو دعاء

في قلب الدار البيضاء، أطلق إبراهيم بنجلون التويمي، المدير العام لبنك أفريقيا، نقاشًا استثنائيًا حول مستقبل التنمية في القارة السمراء، مؤكدًا أن التمويل الهجين والمختلط هو السبيل الوحيد لعبور التحديات التنموية، ودعا إلى تحالف استراتيجي بين القطاعين العام والخاص، يتجاوز التمويل التقليدي نحو نماذج مبتكرة تدمج الأبعاد البيئية والاجتماعية والحكامة، فيما يشبه ثورة ناعمة في هندسة التمويل بالقارة.

البنك المغربي للتجارة الخارجية، الذي أعيدت هيكلته ليصبح بنك أفريقيا، يواصل ريادته عبر التزامه المبكر بالمبادئ البيئية، منذ توقيعه على ميثاق الأمم المتحدة للبيئة قبل ربع قرن، ويؤكد هذا التوجه أن الرهان على الاستدامة ليس خيارًا عاطفيًا، بل مسار استراتيجي استشرافي، يعكس تحوُّل البنوك الكبرى إلى قاطرات للتمويل الأخضر والمستدام.

في المقابل، كشف طارق المالكي عن مفارقة صادمة: رغم دينامية اقتصادات القارة ونموها المتسارع، إلا أن الفجوة التمويلية لتلبية أهداف التنمية المستدامة تتجاوز 200 مليار دولار سنويًا. وسلط الضوء على صعود التمويل التأثيري، الذي بلغت عائداته ملياري دولار في المنطقة، ويتوقع أن تتضاعف ثلاث مرات بحلول 2030، في مؤشر على تحوّل الرؤية الاستثمارية نحو الأثر وليس فقط الربح.

غير أن التفاؤل لم يخلُ من تحذيرات، فقد نبّه البروفيسور كريستيان دو بواسيو من رياح دولية معاكسة تهدد استمرارية المبادرات المناخية، في ظل انسحاب مؤسسات مالية أمريكية من التزاماتها البيئية، ورغم ذلك، اختتم اللقاء برسالة أمل قوية، تُرجمت في اتفاقية ثلاثية الأطراف لتعزيز مقاييس تقييم الحوكمة البيئية والاجتماعية، في لحظة فارقة تشهد نضوج أدوات التمويل في أفريقيا وعبورها إلى مرحلة التأثير الحقيقي.