المغرب وموريتانيا جسر استراتيجي نحو ثروات الساحل ومحيط الأطلسي

المغرب وموريتانيا جسر استراتيجي نحو ثروات الساحل ومحيط الأطلسي
اقتصاد / الأحد 11 مايو 2025 - 10:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب: وصال . ل

في أولى دوراته بالعاصمة نواكشوط، جسّد المنتدى البرلماني الاقتصادي بين المغرب وموريتانيا تحوّلًا نوعيًا في مسار العلاقات الثنائية، حيث تم التأكيد على أن ربط البلدين بعمقهما الاستراتيجي في الساحل الإفريقي يمثل حجر الزاوية لبناء دينامية اقتصادية عابرة للحدود، قادرة على إعادة تشكيل خريطة المبادلات القارية والدولية انطلاقًا من موانئ الأطلسي وحتى قلب إفريقيا.

المنتدى، الذي صدر عنه "إعلان نواكشوط"، شدد على الإمكانات الهائلة التي يتيحها الموقع الجغرافي للبلدين، مشيرًا إلى أن هذه الشراكة يمكن أن تؤسس لقطب إقليمي قوي يجمع بين الإنتاج والتسويق في اتجاه أوروبا، والساحل، والمحيط الأطلسي المفتوح على الأمريكيتين، وهو ما يعكس الإرادة السياسية الصريحة لقيادتي البلدين في تحويل الروابط التاريخية إلى قوة اقتصادية فعلية.

في السياق نفسه، احتلت الموارد البحرية والزراعية مكانة محورية ضمن التوصيات، حيث دعا المشاركون إلى إطلاق مشاريع مشتركة للاستغلال المستدام للثروات السمكية والزراعية، بما يساهم في ضمان الأمن الغذائي وخلق فرص الشغل ورفع مداخيل العملة الصعبة، وذلك من خلال تحفيز التعاونيات المهنية، وتبني التقنيات الحديثة، وتشجيع الفلاحة البيولوجية ذات القيمة التصديرية العالية.

كما كان التكوين المهني محط اهتمام خاص، إذ دعت الوفود إلى إرساء تبادل منتظم للخبرات عبر المعاهد المتخصصة، وفتح آفاق التكوين المشترك في المهن الفلاحية والبحرية والبيطرية، مع التركيز على نقل التكنولوجيا وتكييف المهارات مع حاجيات سوق الشغل، ما يجعل من التكوين رافعة حقيقية لاستدامة الشراكة الثنائية.

واختُتم المنتدى بإعلان تشكيل آلية ثنائية لتتبع تنفيذ المخرجات، ما يعكس التزام الجانبين بترجمة التصورات إلى واقع ملموس، ضمن رؤية تجعل من التعاون المغربي الموريتاني نموذجا قاريا في ربط الجنوب بالجنوب، وتحويل القرب الجغرافي والتكامل الاقتصادي إلى ربح استراتيجي مشترك.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك