أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا
يواصل ائتلاف "سومار"
اليساري الإسباني تسويق خطاب عدائي تجاه المغرب، مستغلاً القضية الفلسطينية كورقة
سياسية رخيصة للتشويش على الاعتراف الإسباني بمغربية الصحراء، ومحاولة خلط الأوراق
بين الاحتلال الإسرائيلي وحق المغرب التاريخي في أقاليمه الجنوبية.
فالمقترح الذي قدمه هذا التنظيم إلى
البرلمان الإسباني بمنع التعاون مع المغرب وإسرائيل، لا يعدو أن يكون سوى محاولة
فاشلة لجر مؤسسات الدولة الإسبانية إلى متاهات أيديولوجية تخدم بالدرجة الأولى
أجندات الانفصال وخصوم الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
هذه المبادرة العدائية، التي جاءت على
يد نائبة منحدرة الأصول من تندوف، ليست سوى ترجمة مفضوحة للتنسيق الخفي بين
"سومار" والاستخبارات الجزائرية، وهي تحاول التشويش على تحولات كبرى في
العلاقات المغربية الإسبانية، كان أبرزها الموقف التاريخي لحكومة مدريد في دعم
السيادة المغربية على الصحراء.
وتكشف التصريحات المتناثرة لقيادات
هذا الحزب عن جهل مقلق بالحقائق الجيوسياسية، وانسياق فج وراء دعاية الانفصاليين،
في تجاهل تام للمآسي الواقعة في المخيمات، والانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان في
تندوف تحت رعاية ميليشيا البوليساريو.
ائتلاف "سومار"، الذي يتكوّن
من خليط غير منسجم من أحزاب هامشية تفتقر للرؤية والمصداقية، يُجسد اليوم نموذجاً
بائساً لفشل اليسار الإسباني في تجديد خطابه السياسي المتهالك.
ففي الوقت الذي تتجه فيه مدريد نحو
تثبيت شراكة استراتيجية مع الرباط، يُصر هذا التيار على اجترار أسطوانة جزائرية
عتيقة مشروخة، في ازدواجية مفضوحة تتجاهل الاحتلال الإسباني لمدن مغربية مثل سبتة
ومليلية، ما تريده "سومار" ليس التضامن مع فلسطين، بل استخدام القضية
لتبرير كراهيتها للمغرب، وتصفية حسابات إيديولوجية ضيقة، بعيداً عن أي منطق سياسي
رشيد أو التزام بالقيم الحقوقية الحقيقية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك