ديبلوماسية السيادة والوحدة..مصر تجدّد موقفها من قضية الصحراء وتؤكد دعم الطرح المغربي

ديبلوماسية السيادة والوحدة..مصر تجدّد موقفها من قضية الصحراء وتؤكد دعم الطرح المغربي
ديكريبتاج / الخميس 29 مايو 2025 - 10:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أحمد الهيلالي

في خطوة تعكس رسوخ العلاقات المغربية المصرية واستمرار التنسيق الدبلوماسي بين البلدين، جدد وزير الخارجية المصري الجديد، الدكتور بدر عبد العاطي، دعم بلاده الكامل للمواقف والمبادئ المتضمنة في البيان المشترك المغربي المصري الصادر في 10 ماي 2022، والذي كان قد صدر بمناسبة زيارة الوزير المصري السابق إلى الرباط.

تأكيد رسمي من قلب العاصمة الرباط

في تصريحات صحافية أدلى بها عقب لقائه مع ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، يوم الأربعاء 28 ماي 2025، شدد عبد العاطي على أن مصر "متمسكة بثوابت السياسة الخارجية التي ترتكز على احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية"، مؤكداً أن بلاده ترى في هذا الإطار دعماً واضحاً للموقف المغربي من قضية الصحراء.

وأضاف الوزير المصري أن القاهرة تعمل مع الرباط على الدفع باتجاه شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد، تُعزّز التكامل في الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون في القارة الإفريقية.

البيان المشترك:مرجعية دبلوماسية لا تزال حيّة

البيان المشترك الصادر في 2022، والذي أعاد عبد العاطي التذكير به، تضمّن آنذاك اعترافًا مصريًا ضمنيًا بوحدة التراب المغربي ودعمًا واضحًا للجهود التي يبذلها المغرب من أجل إيجاد حل سياسي واقعي وعملي لقضية الصحراء، في إطار السيادة المغربية.

وتأتي تصريحات وزير الخارجية الجديد لتبعث رسالة واضحة مفادها أن الخط الدبلوماسي المصري تجاه الوحدة الترابية للمغرب لم يتغيّر رغم تغير الأسماء والوجوه، ما يعكس ثباتًا استراتيجيًا في المواقف بين البلدين.

وحدة الصف العربي أمام تحديات الانقسام

يأتي اللقاء المغربي المصري في وقت يشهد فيه العالم العربي تحديات متزايدة، من بينها الصراعات الإقليمية، وتصاعد التدخلات الأجنبية، ومخاطر التشرذم داخل المؤسسات العربية الجامعة. وفي هذا السياق، أكد عبد العاطي أن "الرباط والقاهرة تنطلقان من رؤية موحّدة أساسها الاحترام المتبادل، وعدم التدخل، والعمل من أجل تنمية الشعوب".

دعم مشترك لتنمية إفريقيا

اللقاء لم يقتصر على الجانب السياسي، بل تطرّق إلى التعاون الإفريقي المشترك، خصوصًا في مجالات الهجرة، الأمن الغذائي، التغير المناخي، والطاقة المتجددة، حيث عبّر الوزيران عن رغبة بلديهما في بلورة مشاريع مشتركة تخدم الاستقرار والتنمية في القارة، وتقوي الحضور الإفريقي المتوازن لكل من المغرب ومصر.

ختاما، فالزيارة الأخيرة لوزير الخارجية المصري الجديد إلى الرباط، وتصريحاته الداعمة للمغرب، تشكّل لبنة جديدة في جدار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين. وفي ظل عالم متحوّل، حيث تتقاطع المصالح وتتبدّل التحالفات، يبدو أن الوحدة الترابية واحترام السيادة ستظلان القاسم المشترك الذي يجمع بين المغرب ومصر، في مسيرتهما نحو توازن دبلوماسي وتنمية مستدامة.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك