المغرب على صفيح سياسي ساخن..انتخابات 2026 ترسم ملامح معركة غير مسبوقة على السلطة

المغرب على صفيح سياسي ساخن..انتخابات 2026 ترسم ملامح معركة غير مسبوقة على السلطة
ديكريبتاج / الخميس 22 مايو 2025 - 12:10 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:الربان

مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية لسنة 2026، يدخل المغرب مرحلة جديدة من التحولات السياسية الحاسمة، وسط مؤشرات توحي بأن المعركة الانتخابية القادمة ستكون الأكثر سخونة وتعقيداً منذ اعتماد دستور 2011.

أحزاب متأهبة، ومشهد سياسي متقلب، وناخبون في مزاج متغير..كلها عناصر تنذر بسباق انتخابي محموم قد يعيد رسم خريطة الحكم في البلاد.

عودة الإسلاميين؟

بعد الإقصاء شبه الكامل لحزب العدالة والتنمية من المشهد الحكومي عقب انتخابات 2021، يُطرح السؤال بقوة: هل يعود "البيجيدي" إلى الواجهة؟ الحزب الإسلامي يحاول إعادة بناء صفوفه من خلال خطاب نقدي صارم للحكومة الحالية، مستغلاً التذمر الشعبي من غلاء الأسعار والتحديات الاجتماعية. تصريحات نارية لقياداته، وعلى رأسهم عبد الإله بنكيران، تعكس طموحاً واضحاً للعودة، لكن الناخب المغربي قد لا يكون مستعداً بسهولة لتجريب المجرب.

الأحرار تحت المجهر

حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يقود الحكومة الحالية، يوجد في مرمى انتقادات واسعة بسبب تدبيره للملفات الاقتصادية والاجتماعية. رغم نجاحه في تحقيق بعض مؤشرات النمو والاستثمار، إلا أن تراجع القوة الشرائية، واستمرار الفوارق الاجتماعية، وضغط الشارع قد تضعف حظوظه في الحفاظ على مركزه المتقدم، ما لم يتمكن من استعادة الثقة عبر مشاريع ملموسة وسريعة الأثر.

الاتحاد الاشتراكي..الغموض سيد الموقف

حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يعيش على وقع انقسامات تنظيمية داخلية واتهامات بتفويت مواقف لصالح السلطة مقابل مكاسب انتخابية مستقبلية. تصريحات نارية من قيادات سابقة ومنافسين، تشكك في نوايا الحزب في لعب دور المعارضة الحقيقية. ومع اقتراب مؤتمره الوطني الثاني عشر، يترقب الجميع ما إن كان الحزب قادراً على إعادة تجديد نفسه أو سيتحول إلى رقم هامشي في معادلة 2026.

اليسار مشتت..والبديل غير واضح

الأحزاب اليسارية التقليدية، وعلى رأسها حزب التقدم والاشتراكية وفيدرالية اليسار، تعاني من ضعف الامتداد الجماهيري، وتراجع الزخم الخطابي الذي كان يميزها في محطات سابقة. في غياب مشروع بديل واضح ومقنع، تظل حظوظ اليسار مرتبطة بمدى قدرته على توحيد الصفوف وبلورة خطاب ميداني يلامس تطلعات الشباب والفئات الهشة.

المستقلون وحركات المجتمع المدني... الورقة المجهولة

مع تنامي الإحباط الشعبي من الأداء الحزبي، تتجه الأنظار نحو الأسماء المستقلة وبعض الوجوه المنبثقة من الحركات المدنية والمهنية. هذه الفئة قد تفرض نفسها كرقم صعب في الانتخابات المقبلة، خصوصاً إن تم تقديمها في لوائح حزبية دون خلفيات سياسية تقليدية، أو من خلال لوائح جهوية تجذب الناخب المحلي الباحث عن التغيير.

التحدي الأكبر: ثقة الناخب

يبقى الرهان الأهم في استحقاقات 2026 هو استعادة ثقة المواطن المغربي في العملية الانتخابية. نسبة المشاركة المنخفضة في 2021 كانت جرس إنذار، ورسالة قوية مفادها أن التغيير عبر صناديق الاقتراع لم يعد مغرياً للكثيرين. لذلك، فإن المعركة الحقيقية لكل الأحزاب لن تكون فقط في كسب المقاعد، بل في كسب العقول والقلوب.

عموما، المغرب يدخل مرحلة انتخابية فارقة، حيث لم تعد النتائج مضمونة لأي طرف. السيناريوهات كلها واردة: من إعادة تشكيل التحالفات، إلى صعود قوى جديدة، أو حتى استمرار الوضع الراهن مع تعديلات جزئية. لكن الأكيد أن انتخابات 2026 ستكون اختباراً حقيقياً للنضج الديمقراطي، وقدرة الطبقة السياسية على تجديد نفسها أو مواجهة الاندثار.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك