أنتلجنسيا المغرب:الرباط
في مشهد غير مسبوق داخل الملاعب المغربية، اهتزت الأوساط الرياضية والإعلامية على وقع حادثة اعتداء جسدي ولفظي على عدد من المصورين الصحافيين المهنيين، مباشرة بعد نهاية المواجهة التي جمعت النادي القنيطري وأولمبيك الدشيرة، ضمن الجولة 21 من بطولة القسم الثاني، والتي انتهت بانتصار النادي القنيطري بهدف دون رد.
التصرفات غير الرياضية التي صدرت عن بعض لاعبي أولمبيك الدشيرة وأحد إداريي الفريق، أثارت موجة غضب واسعة داخل الجسم الإعلامي المغربي، حيث اعتبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، عبر فرعها الجهوي بالقنيطرة، أن ما حدث يشكل مساسًا خطيرًا بحرية الصحافة وانتهاكًا صارخًا لحقوق الصحافيين في أداء مهامهم بكل حيادية وأمان.
الاعتداءات، التي رُصدت من قبل عدد من الحاضرين ووثقتها تسجيلات مصورة، أظهرت انفعالًا غير مبرر من بعض لاعبي وإداريي الفريق الضيف، الذين لم يتقبلوا الهزيمة وانساقوا وراء تصرفات عدوانية تجاه الصحافيين الذين كانوا يوثقون الأحداث في إطار عملهم المهني.
وبدل أن يوجه هؤلاء اللاعبون غضبهم نحو تحسين أدائهم على أرضية الملعب، اختاروا تفريغ إحباطهم في اعتداء غير رياضي على الصحافيين، في خرق سافر لقواعد الروح الرياضية واحترام الممارسة الإعلامية.
النقابة الوطنية للصحافة المغربية، في مراسلة رسمية موجهة إلى رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ورئيس العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، ورئيس لجنة الأخلاقيات بالجامعة، طالبت بضرورة فتح تحقيق معمق في الحادثة والرجوع إلى تقرير الحكم الرابع، بالإضافة إلى مراجعة التسجيلات المصورة التي توثق الاعتداءات، واتخاذ الإجراءات التأديبية اللازمة، حتى لا تتكرر مثل هذه التصرفات التي تهدد سلامة الصحافيين خلال تغطيتهم للمباريات الرياضية.
وتأتي هذه الواقعة في سياق تصاعد التوترات داخل الملاعب المغربية، حيث بات الصحافيون يواجهون مضايقات متكررة أثناء أداء واجبهم، رغم أن الدستور المغربي يضمن حرية الصحافة ويحظر أي اعتداء على السلامة الجسدية أو المعنوية لأي شخص، تحت أي مبرر كان.
واستنادًا إلى مقتضيات الفصـل 22 من دستور 2011، فإن أي معاملة قاسية أو لا إنسانية أو حاطة بالكرامة تعتبر انتهاكًا صارخًا للقانون، مما يجعل من الضروري تدخل الجهات المختصة بحزم لحماية الصحافيين داخل الملاعب الرياضية.
فالقضية لا تتعلق فقط باعتداءات معزولة، بل تطرح تساؤلات عميقة حول مدى التزام الأندية المغربية بقيم الاحترام والروح الرياضية، وحول قدرة الأجهزة الوصية على كرة القدم على فرض هيبة القانون داخل الملاعب.
فهل ستتخذ الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إجراءات صارمة ضد المتورطين في هذه الأحداث غير المقبولة، أم أن المسألة ستُطوى كما حدث في حالات سابقة دون أي محاسبة؟
إن المجتمع الصحافي المغربي ينتظر الرد، والجماهير تتابع القضية عن كثب، لأن أي تساهل مع هذه الممارسات سيعطي إشارة خطيرة بأن الملاعب يمكن أن تتحول إلى فضاءات للفوضى والاعتداءات بدل أن تبقى ميادين للتنافس الرياضي النزيه.
وهذا النص الكامل لمراسلة الفرع الجهوي بالقنيطرة لـ"النقابة الوطنية للصحافة المغربية"، كما توصلت الجريدة بنسخة منه:
النقابة الوطنية للصحافة المغربية
الفرع الجهوي --القنيطرة
القنيطرة في 17 مارس2025
إلى السادة المحترمين
- رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم
- رئيس العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية
- رئيس لجنة الأخلاقيات بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم
-
الموضوع: ملتمس فتح تحقيق وترتيب الجزاءات في شأن شُبهة تورط أحد إداريي ولاعبي فريق أولمبيك الدشيرة في ممارسات لا رياضية بالملعب البلدي بالقنيطرة
تحية طيبة وبعد،
بِناءً على شكايات عدد من الزملاء المصورين الصحافيين المهنيين والمهنيات ضحايا الاعتداءات الجسدية واللفظية من طرف أحد إداريي وبعض لاعبي فريق أولمبيك الدشيرة.
حيث مباشرة بعد نهاية مقابلة النادي القنيطري وأولمبيك الدشيرة برسم الدورة 21 من بطولة القسم الثاني، وذلك مساء يوم الأحد 16 مارس 2025 بالملعب البلدي بالقنيطرة، بنتيجة انتصار النادي القنيطري بهدف لـ لا شيء، استشاط بعض لاعبي أولمبيك الدشيرة وأحد الإداريين غضبا اتجاه الحكم والجماهير وأيضا لم يسلم الصحافيين المهنيين والصحافيات المهنيات الذين كانوا يقومون بواجبهم في التصوير الصحافي بشكل مهني من الاعتداءات والتهجمات الغير مبررة .
استناداً إلى منطوق المادة 28 من الدستور، الذي ينص على أن "حرية الصحافة مضمونة، ولا يمكن تقييدها بأي شكل من أشكال الرقابة القبلية" وباقي الالتزامات والقوانين الوطنية ذات الصلة.
انسجاما ومقتضيات الفصـل 22 من دستور 1 يوليوز 2011 المكرسة للحقوق والحريات
لا يجوز المس بالسلامة الجسدية أو المعنوية لأي شخص، في أي ظرف، ومن قبل أي جهة كانت، خاصة أو عامة
لا يجوز لأحد أن يعامل الغير، تحت أي ذريعة، معاملة قاسية أو لا إنسانية أو مهينة أو حاطة بالكرامة الإنسانية
وعليه،
نعتبر أعمال وممارسات بعض لاعبي أولمبيك الدشيرة والمسؤول الإداري مسا بالسلامة المعنوية ومعاملة قاسية و مهينة في حق الصحافيين المتضررين والمتضررات وتتعارض مع الأخلاقيات والقواعد الرياضية السامية.
نطالب وبكل إلحاح ب:
1/ وقف الاعتداءات على الصحافيين المهنيين المعتمدين بالملاعب الرياضية، من كل منع أو تكبيل من طرف أي كان وإخضاع العلاقات للقانون والاحترام المتبادل بين كافة المكونات المرتبطة باللعبة.
2/ فتح تحقيق في حادثة الملعب البلدي بالقنيطرة، بالعودة لتقرير الحكم الرابع والفيديوهات التي توثق الاعتداءات والتهجمات وترتيب الجزاءات والقرارات المناسبة حتى لا يتكرر ذلك حماية للممارسة الإعلامية في ظروف آمنة.
ولنا كل الثقة في تدخلكم قصد اتخاذ المتعين
وتقبلوا فائق التقدير والاحترام
عن المكتب الجهوي
الكاتب العام،جواد الخني
العنوان: بئر الرامي، نسيم البحر، زاوية زنقة 134 وزنقة 165 القنيطرة
mobile : 0661549296 – Téléfax 0808594652
Email:[email protected]
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك