أنتلجنسيا المغرب:ع.باز
على الرغم من مرور سنوات عديدة على إنشاء دار المغرب بكندا كمؤسسة رسمية يُفترض أن تكون داعمة للجالية المغربية، إلا أن الواقع يشير إلى وجود فجوة كبيرة بين الأهداف المعلنة والأداء الفعلي.
فهل تحولت هذه المؤسسة إلى مجرد واجهة إدارية بلا تأثير حقيقي، أم أن هناك إشكالات هيكلية تعيقها عن أداء دورها المنشود؟
عند تأسيس دار المغرب، كانت الأهداف واضحة: توفير فضاء ثقافي يجمع المغاربة في كندا، تقديم خدمات اجتماعية تسهل اندماجهم في المجتمع الكندي، وتعزيز التواصل بين الجالية والمؤسسات المغربية.
ومع ذلك، يبدو أن هذه الأهداف الطموحة لم تترجم إلى إنجازات ملموسة، مما أدى إلى إحباط واسع بين أفراد الجالية.
فالكثير من المغاربة الذين توجهوا إلى دار المغرب بحثًا عن الدعم أو المعلومات وجدوا أنفسهم أمام أبواب مغلقة أو إدارة غير قادرة على تلبية احتياجاتهم.
هذا الوضع عزز الشعور بأن المؤسسة لا تمثلهم، بل تحولت إلى كيان إداري بارد، يفتقر إلى الروح والفعالية.
أحد أبرز الإخفاقات التي تُسجل ضد دار المغرب هو غياب استراتيجية واضحة للتواصل مع الجالية المغربية.
ففي عصر أصبحت فيه المنصات الرقمية أداة أساسية للتفاعل، نجد أن دار المغرب غائبة تمامًا عن هذا المجال.
لا يوجد موقع إلكتروني ديناميكي يواكب احتياجات المغاربة، ولا مبادرات تفاعلية تقدم الإرشاد حول قضايا الهجرة، التعليم، أو فرص العمل.
هذا الغياب جعل الجالية المغربية في كندا تشعر بأنها مهملة، وأن المؤسسة التي كان يُفترض أن تكون داعمة لها تحولت إلى كيان معزول، بعيد عن همومها وتطلعاتها.
رغم بعض المحاولات لتنظيم أنشطة ثقافية أو اجتماعية، إلا أن هذه الفعاليات غالبًا ما تُوصف بأنها شكلية ولا تستجيب لاحتياجات الجالية.
فعددها قليل، وتنظيمها يفتقر إلى الإبداع، كما أن الفئة المستهدفة محدودة، مما يجعل تأثيرها ضئيلًا.
بدل أن تكون دار المغرب مركزًا ثقافيًا نابضًا بالحياة، أصبحت مجرد مكان تُقام فيه مناسبات بروتوكولية لا تترك أثرًا يُذكر في نفوس الحاضرين.
هذا الوضع يطرح تساؤلات حول جدوى هذه الأنشطة وقدرتها على تعزيز الهوية المغربية.
من الأدوار الرئيسية التي يُفترض أن تلعبها دار المغرب هو تقديم الدعم الاجتماعي للمغاربة، خاصة القادمين الجدد الذين يواجهون تحديات كبيرة في الاندماج.
ومع ذلك، يبدو أن هذا الدور غائب تمامًا. فالمغاربة الذين يحتاجون إلى استشارات قانونية أو مساعدة في قضايا مثل السكن أو العمل يجدون أنفسهم مضطرين للبحث عن حلول بمفردهم.
هذا الغياب يثير تساؤلات حول جدوى وجود دار المغرب إذا كانت غير قادرة على تقديم الدعم الأساسي الذي تحتاجه الجالية.
في ظل هذا الواقع، يصبح من الضروري إعادة تقييم دور دار المغرب بكندا.
الجالية المغربية تستحق مؤسسة قريبة منها، تفهم احتياجاتها، وتقدم حلولًا عملية لقضاياها اليومية.
الوقت قد حان لتحويل دار المغرب إلى مؤسسة ديناميكية تعتمد على استراتيجيات حديثة في التواصل، وتفتح أبوابها فعليًا للمغاربة.
السؤال الذي يبقى معلقًا هو: هل هناك إرادة حقيقية للإصلاح؟ أم أن دار المغرب ستظل مجرد عنوان بلا مضمون، بعيدة عن تحقيق تطلعات الجالية المغربية في كندا؟
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك