أكثر من نصف مليون مشاهدة في يوم واحد.. "سي الكالة" يعود بقوة في 2025

أكثر من نصف مليون مشاهدة في يوم واحد.. "سي الكالة" يعود بقوة في 2025
ثقافة وفنون / الاثنين 03 مارس 2025 - 16:10 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/إيطاليا

بعد النجاح الكبير الذي حققته النسخة الأولى من السلسلة الكوميدية "سي الكالة" عام 2024، يعود الفنان الكوميدي محمد باسو بموسم جديد يحمل نفس الجرأة والسخرية السوداء التي ميزت العمل، تتناول السلسلة، التي أطلقها يوم أمس أول أيام رمضان 02 مارس 2025 على قناته في موقع يوتيوب، شخصية "سي الكالة"، الرجل الذي يمتلك علاقات نافذة في كل شيء، ويتحرك في مختلف القطاعات كوسيط يجيد لعب جميع الأدوار مقابل المال.

بأسلوب فكاهي لاذع، يعكس " باسو " من خلال هذه الشخصية حال بعض الإدارات المغربية حيث تنتشر الزبونية والمحسوبية، وتصبح الوساطة هي القانون غير المكتوب الذي يتحكم في مصائر المواطنين. في يومها الأول، حققت الحلقة الأولى أرقامًا خيالية، حيث تجاوزت 630,991 مشاهدة على يوتيوب، فيما سجلت صفحته على فيسبوك أكثر من 22,689 تفاعلًا، متفوقة في بعض اللحظات على نسب المشاهدة التي تحققها القنوات التلفزيونية الرسمية.

نجاح "سي الكالة" في نسخته الثانية لم يكن مفاجئًا، فالموسم الأول تمكن من استقطاب ملايين المشاهدين بفضل الطرح الجريء الذي قدمه، متناولًا بذكاء الواقع المغربي بأسلوب كوميدي جذاب، من خلال مشاهد بسيطة لكنها عميقة، استطاع باسو أن ينقل للمشاهدين تفاصيل دقيقة عن الممارسات الإدارية التي تُثقل كاهل المواطن العادي، حيث يواجه يوميًا صعوبات لا تُحل إلا بواسطة "المعرفة" أو الرشوة.

هذه الصورة الساخرة للواقع لم تكن مجرد تهريج كوميدي، بل كانت تشريحًا دقيقًا لمشكلة الفساد التي يعرفها الجميع ولكن قلّما يتم تسليط الضوء عليها بهذا الأسلوب الترفيهي الذي يحمل في طياته نقدًا لاذعًا وغير مباشر.

ورغم أن السلسلة تحظى بمتابعة جماهيرية واسعة، إلا أنها لا تُعرض عبر القنوات الرسمية التي تموّل من جيوب دافعي الضرائب، حيث يُعتقد أن جرأة طرحها وسخريتها اللاذعة من الفساد الإداري والسياسي تجعلها غير مرغوب بها في الإعلام الرسمي، بينما تميل القنوات العمومية إلى تقديم محتوى متحفظ يبتعد عن إثارة الجدل، حيث يفضل الجمهور متابعة أعمال مثل "سي الكالة" على المنصات الرقمية، حيث يجدون فيها تعبيرًا حرًا عن قضاياهم اليومية.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: متى يصبح الإعلام الرسمي قادرًا على عرض مثل هذه الأعمال التي تجسد واقع المواطن المغربي دون خوف من إثارة الحساسيات؟ . فكما شاهدنا في دول أخرى، مثل مصر على سبيل المثال، لم تتردد الأعمال الكوميدية في تقديم شخصيات سياسية بارزة بشكل ساخر، وهو ما يفتقده المشهد الإعلامي المغربي حتى الآن.

باسو، الذي اعتاد على تقديم كوميديا تعكس قضايا المجتمع، يؤكد من خلال اليوم الأول لشهر رمضان أن "سي الكالة" في موسمه الجديد سيكون أكثر جرأة من السابق، حيث سيتناول مواضيع جديدة لا شك ترتبط بمستجدات الحياة السياسية والاجتماعية، وبينما يبقى الضحك هو العنوان الرئيسي للعمل، إلا أن خلف هذا الضحك تكمن رسائل قوية تفكك بعض الممارسات التي أصبحت مألوفة في الإدارات والمصالح العمومية، فالمواطن المغربي، الذي يجد نفسه في مواجهة جدار من التعقيدات الإدارية، سيتعرف في "سي الكالة" على تجارب تشبه معاناته اليومية، ولكن في إطار كوميدي يجعله يبتسم بدلًا من أن يغضب.

نجاح هذه السلسلة لم يكن فقط بسبب الكوميديا التي تقدمها، بل لأنها تعكس جزءًا من الواقع الذي يعيشه المشاهد، مما يجعلها تحظى بهذا التفاعل الكبير.

لا شك أن الموسم الثاني من "سي الكالة" يعد بمزيد من الحلقات التي ستحمل إسقاطات سياسية وإدارية جريئة، في قالب ساخر يفضح تناقضات المجتمع بأسلوب لا يخلو من المتعة والذكاء، وكما أثبتت الأرقام، فإن الجمهور المغربي متعطش لهذا النوع من الكوميديا التي تضع إصبعها على الجرح، وتعري بعض الممارسات التي تظل طي الكتمان في الإعلام الرسمي.

وبينما يستمر باسو في تقديم رؤيته الساخرة، يبقى السؤال قائمًا حول مدى قدرة الأعمال الكوميدية في المغرب على كسر الخطوط الحمراء التي لطالما قيدت حرية النقد في المشهد الفني والإعلامي.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك