التبوريدة.. حين يشتعل البارود وتنتفض الروح المغربية

التبوريدة.. حين يشتعل البارود وتنتفض الروح المغربية
ثقافة وفنون / السبت 16 أغسطس 2025 - 09:00 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد العرش المجيد

أنتلجنسيا المغرب:وصال . ل

التبوريدة ليست مجرد استعراض فولكلوري، بل طقس جماعي يستحضر أمجاد الفروسية المغربية، حيث يلتقي البعد الروحاني بالإرث العسكري في مشهد مبهر يختزل الهوية ويؤكد الانتماء. أصوات البنادق التي تملأ السماء ليست نذر حرب، وإنما إعلان احتفال يُعيد رسم صورة المغرب في ذاكرة أبنائه وزواره.

هذا الفن العريق يرافق كل موسم ومهرجان، ويضع الحصان في مركز الصورة، باعتباره رمزا للنبل والعزة وامتدادا لتاريخ طويل ارتبط فيه ذكره بالقرآن والبطولات الإسلامية. لذلك لا عجب أن يُدرج التبوريدة ضمن لائحة التراث اللامادي للإنسانية، فهو ليس مجرد عرض عابر، بل ذاكرة حية تتوارثها الأجيال.

في ساحة رملية مترامية، تصطف "السربات" بقيادة فرسانها الموشحين بالقفطان والعمامة، ممتطين خيولا مكسوة بزينة فاخرة، ينطلقون بسرعة خاطفة، قبل أن يوحدوا طلقاتهم في لحظة واحدة، لتدوّي "الطلقة الكبرى" التي تهز القلوب وتلهب حماس الجماهير. إنها لحظة الانسجام المطلق بين الإنسان والحصان والسلاح، تجسد الدقة والانضباط والإبهار.

وليس الرجال وحدهم من يحملون راية هذا التراث؛ فقد أصبحت الفارسات جزءا أصيلا من المشهد، يشاركن بثقة وفخر في عروض التبوريدة، ليؤكدن أن هذا الإرث ليس حكرا على جنس دون آخر، بل ميراث جماعي يترسخ في الحاضر ويعانق المستقبل.

الذروة تأتي دائما مع "إطلاق البارود"، حيث يختلط هدير الطلقات بهتافات الجمهور وتصفيقاته، ليولد مشهد من النشوة الجماعية التي تعانق السماء، فيتجسد معنى الهوية والفخر المغربي، ويثبت أن التبوريدة ليست مجرد عرض احتفالي، بل روح أمة تأبى أن تنطفئ.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك