أنتلجنسيا المغرب:وصال . ل
تحوّلت غابة "هوارة" في
جماعة اكزناية إلى بؤرة نار مشتعلة بعد اندلاع حريق مهول يوم الاثنين، وسط ظروف
مناخية خانقة وأجواء استثنائية زادت من تعقيد الوضع، رياح "الشرقي"
القوية لعبت دور الوقود المجاني، فتوسعت رقعة النيران لتلتهم عشرات الهكتارات من
أشجار الصنوبر والكالبتوس، في مشهد يختزل انهيار التوازن البيئي أمام أعين الجميع.
ورغم هول الحريق، لم تسجل أي خسائر بشرية أو في ممتلكات السكان، غير أن الثمن
الطبيعي المدفوع لا يُستهان به.
السلطات، بقيادة الوكالة الوطنية
للمياه والغابات، أعلنت حالة الاستنفار القصوى، واستعانت بأزيد من 450 عنصراً من
مختلف الأجهزة، إضافة إلى تدخل جوي مكثف باستخدام طائرات "كنادير"
و"توربو تراش"، التي نفذت أكثر من 24 طلعة لمحاصرة ألسنة اللهب، ومع
حلول مساء الثلاثاء، كانت النيران قد أتت على 41 هكتاراً من المساحات الغابوية، في
حصيلة أولية مرشحة للارتفاع مع استمرار الظروف الجوية الصعبة.
وبينما كان الجميع منشغلاً بإخماد
الحريق، تكشّف خيط رفيع في الكارثة: شبهة جنائية، إذ ألقت مصالح الدرك الملكي
القبض على شاب في الثلاثين من عمره يُشتبه في تورطه المتعمد بإضرام النار. وقد
وُضع تحت تدابير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة، في انتظار التحقيق
التفصيلي لكشف الدوافع والخلفيات. حادث "هوارة" يعيد طرح السؤال الحارق:
من يحرس الغابات من أيدي الإهمال والعبث؟
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك