أنتلجنسيا المغرب: أبو دعاء
لم يكن تحرك شبكة التهريب الدولي سوى
بداية لمخطط توسعي خطير كان يستهدف زرع الفوضى في محيط العاصمة الاقتصادية، غير أن
تحركات استخباراتية دقيقة وتدخلات أمنية نوعية قادتها فرقة النخبة التابعة للمركز
القضائي بسرية بوسكورة، أطاحت بالشبكة في مهدها. بتنسيق صارم وتوجيهات حازمة من
القيادة العليا للدرك الملكي، تم تنفيذ عملية معقدة على مرحلتين، قُضي من خلالها
على امتداد الشبكة في الجنوب والداخل المغربي، لتسقط عناصرها واحداً تلو الآخر في
كمائن محكمة على أطراف الدار البيضاء ومدن الشمال.
العملية النوعية لم تكن عادية، فقد
كشفت عن تجهيزات لوجيستية متطورة استعملتها الشبكة، من سيارات رباعية الدفع بلوحات
مزورة، إلى كميات ضخمة من مخدر الشيرا كانت مهيأة للتهريب عبر مسارات سرية.
التفكيك لم يأتِ فقط بضبط المحجوزات، بل بكشف بنية الشبكة وامتداداتها وخط سير
أنشطتها، بفضل العمل الدؤوب الذي قاده بحنكة القائد زكرياء القصراوي، بمساندة
المساعد الأول يونس عاكفي، وتحت إشراف القائد الجهوي الحاج عبد المجيد الملكوني،
المعروف بصرامته وشبكة علاقاته الاستخباراتية المحكمة.
هذه الضربة الاستباقية شكلت صفعة
مدوية لأباطرة التهريب، ورسالة صارمة مفادها أن التراب المغربي ليس مرتعًا لعصابات
الجريمة المنظمة. كما أنها تعكس يقظة جهاز الدرك الملكي واستعداده التام لمواجهة
كل تهديد محتمل، في معركة لا هوادة فيها لحماية الوطن من التهريب والتخريب
والإرهاب الاقتصادي.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك