أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا
عاد شبح الفوضى ليخيم على شوارع
المغرب من جديد، بعد تداول واسع لمقطع "فيديو" صادم يُظهر شخصين على متن
دراجة ثلاثية الدفع وهما بصدد سرقة أغطية بالوعات الصرف الصحي في واضحة النهار،
بلا خوف من القانون ولا اعتبار لحياة المارة.
المشهد ليس مجرد سرقة، بل جريمة في حق
السلامة العامة، تعيد إلى الأذهان فاجعة الطفلة يسرى، التي غرقت في مدينة "بركان"
داخل بالوعة غير مكشوفة مغطاة بمياه الامطار، في حادث هزّ الضمير الجماعي ولم
يُمحَ من ذاكرة المغاربة.
خطورة هذه السرقات لا تكمن فقط في
الخسائر المادية، بل في ما تفتحه من أبواب لمآسٍ قد تودي بحياة أطفال وعابري سبيل
في لحظة غفلة، ومع تكرار هذه الجرائم، تتجه أصابع الاتهام نحو تقاعس الجهات
المسؤولة عن المراقبة والتدخل الفوري، وغياب نظام ردع فعال يضع حداً لمثل هذه
الانفلاتات الخطيرة التي تلحق الأذى بالسلم العام وحياة المواطنين.
في ظل هذا التهاون المريب، تبقى حياة
المواطنين معلقة على أغطية حديدية تُنتزع من مكانها لغايات رخيصة، وبيعها بدراهم
معدودة لأصحاب محلات خردة الحديد الذين يعتبرون شركاء في هذه الجرائم، فيما الخطر
يتربص تحت الأقدام للمواطنين والأطفال.
فهل ننتظر ضحية جديدة حتى نتحرك؟
أم أن ذكرى يسرى ستظل تصرخ فينا
"كفى صمتاً"؟
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك