بقلم:مصطفى كريمي/المنسق العام للتنسيقية المغربية لقدماء المعتقلين
لا شك إن من أسمى وأجل الخدمات الاجتماعية التي يحتاجها المعتقل الإسلامي السابق وتتعاظم ضرورتها مع مرور السنين المواكبة الطبية خاصة لفائدة الإخوة الذين يعانون من أمراض مستعصية أو مزمنة أنهكها الإهمال وتضاعفت آثارها بفعل سنوات الاعتقال وما رافقها من تعذيب وحرمان وقهر فالصحة كانت ولا تزال جرحا مفتوحا في ملف المعتقلين الإسلاميين ولا يمكن الحديث عن جبر ضرر حقيقي دون رد الاعتبار لهذا الحق الإنساني الأصيل
وانطلاقا من هذا الوعي تحاول التنسيقية المغربية لقدماء المعتقلين الإسلاميين توسيع مهامها وتطوير أدوارها الاجتماعية بما يتجاوز المطالب العامة إلى الانخراط العملي في هموم الإخوة اليومية وعلى رأسها الجانب الصحي وذلك من خلال السعي إلى تقديم ملفات بعض المرضى قصد العلاج والمتابعة والاستشفاء بإذن الله وبما تيسر من علاقات ومبادرات وتعاون مع الغيورين وأهل الفضل والإحسان
ومن بين هذه الحالات التي تجسد حجم المعاناة حالة المعتقل الإسلامي السابق خالد غزالي الذي خضع منذ يومين لفحوصات وكشوفات طبية دقيقة وتحاليل شاملة في خطوة نرجو أن تكون بداية طريق للعلاج والتخفيف من الآلام وهي مبادرة تعكس أن هناك والحمد لله جمعيات وأفرادا لا يزالون ينشطون في هذا المجال الإنساني النبيل بعيدا عن الحسابات الضيقة والشعارات الجوفاء
وفي هذا المقام لا يسعنا إلا أن نتقدم بخالص الشكر والتقدير للأستاذ الكبير محمد حقيقي صاحب هذه المبادرة والواسطة العاجلة في إنجاحها أستاذ محمد حقيقي هو بحق رجل الظل كما نحسبه أينما حل ترك أثرا طيبا وعطرا عبقا يعمل في صمت ويجتهد من بعيد دون ضجيج ولا شهرة ولا ادعاء رجل يترجم معنى الإخوة بالفعل قبل القول ويؤمن أن خدمة المظلومين شرف وأن الوقوف مع المتألمين واجب وأن العمل الخالص هو ما بقي أثره وإن غاب اسمه
فهنيئا لمثل هذه النماذج ونسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم وأن يكتب الشفاء لكل مريض وأن يوفق كل من سعى صادقا لرفع شيء من هذا الظلم الثقيل عن إخوانه
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك