الأسود تزأر وتتويج مغربي مستحق بلقب كأس العرب

الأسود تزأر وتتويج مغربي مستحق بلقب كأس العرب
رياضة / الجمعة 19 دجنبر 2025 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب: وصال.ل

كتب المنتخب الوطني المغربي فصلا جديدا من فصول المجد الكروي العربي، بعدما تُوج بطلا لكأس العرب عقب انتصار درامي على المنتخب الأردني بثلاثة أهداف لهدفين، في نهائي احتضنه ملعب لوسيل المونديالي، وسط أجواء مطرية وحضور جماهيري غفير حول اللقاء إلى ملحمة كروية مكتملة التفاصيل.

وانطلقت المواجهة في توقيتها المحدد تحت إدارة الحكم السويدي غلين نايبرغ، رغم المخاوف التي سبقت اللقاء بسبب الأمطار الغزيرة التي فرضت تأجيل مباراة الترتيب، ليؤكد النهائي منذ لحظاته الأولى أنه سيكون استثنائيا بكل المقاييس.

دخل الطرفان اللقاء بحذر واضح، قبل أن يفجر أسامة طنان المفاجأة مبكرا، بتسديدة صاروخية من مسافة بعيدة في الدقيقة الرابعة، استغل فيها تقدم الحارس الأردني ليهز الشباك بهدف عالمي أشعل المدرجات وأربك حسابات النشامى منذ البداية.

هدف طنان لم يكن مجرد تقدم في النتيجة، بل لقطة ستظل محفورة في ذاكرة البطولة ومرشحة بقوة لتكون الأجمل، لما حملته من جرأة ودقة وتوقيع تقني نادر على أرضية ملعب لوسيل.

واصل الأسود ضغطهم العالي، وكادوا أن يضيفوا الهدف الثاني عبر هجمة مرتدة سريعة أنهاها وليد أزارو بتسديدة أرضية تصدى لها الحارس الأردني بصعوبة، ليؤكد المغرب أفضليته المطلقة في التحكم في نسق المباراة.

وتلقى المنتخب الوطني ضربة بإصابة كريم البركاوي، ما اضطر المدرب طارق السكتيوي إلى إجراء تغيير مبكر، أشرك على إثره أشرف المهديوي، دون أن يتأثر الإيقاع المغربي أو ينخفض منسوب السيطرة.

احتاج المنتخب الأردني لبعض الوقت ليستفيق من الصدمة، فحاول الخروج من مناطقه والبحث عن التعديل، غير أن التنظيم المغربي بقي متماسكا، بفضل الحضور القوي لربيع حريمات الذي قاد خط الوسط بثبات وذكاء، مانحا الأسود الأفضلية في الاستحواذ والبناء من الخلف.

وقبل نهاية الشوط الأول، كاد طنان أن يضاعف الغلة بعدما تابع كرة مرتدة من الحارس، غير أن الدفاع الأردني أنقذ الموقف من على خط المرمى، لينتهي الشوط الأول بتقدم مغربي مستحق.

مع انطلاق الشوط الثاني، دخل المنتخب الأردني بعزيمة مغايرة، ونجح في تعديل النتيجة عبر ضربة رأسية متقنة لعلي علوان، أعادت اللقاء إلى نقطة البداية وأشعلت فتيل الإثارة من جديد.

رد الأسود لم يتأخر، حيث هددوا مرمى النشامى بمحاولات متتالية، في ظل أمطار زادت من صعوبة التحكم في الكرة، لكنها لم تمنع الطرفين من تقديم فرجة كروية عالية المستوى.

وتغير مسار اللقاء مجددا بعدما أعلن الحكم عن ركلة جزاء للأردن عقب العودة لتقنية الفيديو، ترجمها علوان إلى هدف ثان، مانحا التقدم للنشامى ومربكا الحسابات المغربية.

أجرى السكتيوي تغييرات جريئة، بإقحام أسماء وازنة في مقدمتها عبد الرزاق حمد الله، بحثا عن إعادة التوازن والعودة في النتيجة، وهو ما انعكس على أداء المنتخب الذي رفع منسوب الضغط في الدقائق الأخيرة.

وجاء الفرج في اللحظات الحاسمة، حين نجح حمد الله في إدراك التعادل من كرة ثابتة، وسط فرحة عارمة داخل الملعب وخارجه، ليؤكد مرة أخرى قيمته كمنقذ في المواعيد الكبرى.

وعرفت الدقائق الأخيرة من الوقت الأصلي توترا كبيرا، مع فرص خطيرة من الجانبين وقرارات تحكيمية أثارت الجدل، قبل أن يُعلن الحكم نهاية الوقت الأصلي بالتعادل، ويدفع بالمواجهة إلى الأشواط الإضافية.

في الشوط الإضافي الأول، ألغي هدف أردني بداعي لمسة يد، ليبقى الأمل قائما للمنتخب المغربي الذي واصل ضغطه بثقة وإصرار.

وجاء الحسم عبر ضربة حرة نفذها عبد الرزاق حمد الله بإتقان، مسجلا الهدف الثالث، مانحا التقدم للأسود في لحظة انفجار كروي جسدت روح البطولة والإيمان حتى النهاية.

حاول المنتخب الأردني العودة في النتيجة، لكنه اصطدم بتألق الدفاع والحارس المهدي بنعبيد، لتنتهي المباراة بانتصار مغربي تاريخي بثلاثة أهداف لهدفين.

وبهذا التتويج، يضيف المنتخب الوطني المغربي لقبا عربيا جديدا إلى خزائنه، مؤكدا مكانته كقوة كروية عربية صاعدة، وقادرا على صناعة المجد حتى تحت المطر.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك