أنتلجنسيا المغرب:لبنى مطرفي
أفرزت قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026، التي جرت في العاصمة الأمريكية، وضعاً معقداً وطموحاً في آن واحد للمنتخب المغربي، بعدما أوقعته في المجموعة الثالثة إلى جانب البرازيل واسكتلندا وهايتي، وهي مجموعة يتداخل فيها التاريخ الكروي العريق مع الطموحات الجديدة لمنتخب يراهن على تأكيد حضوره العالمي.
القرعة، التي توزعت فيها المنتخبات المشاركة على اثنتي عشرة مجموعة، حملت توازناً متفاوتاً بين مجموعات نارية وأخرى تبدو في المتناول، لكن المجموعة التي يوجد فيها “الأسود” تُعدّ من بين الأصعب نظراً لوجود المنتخب البرازيلي، أحد أكثر المنتخبات تتويجاً وبسطاً لهيمنته في أكبر تظاهرة كروية، إضافة إلى اسكتلندا التي تمتاز بإيقاع قوي وطابع بدني صلب، ثم هايتي التي رغم تواضع سجلّها التاريخي، تظل مفاجآت الكرة الحديثة قادرة على منحها حضوراً مزعجاً لأي منافس.
هذه التركيبة تضع المنتخب المغربي أمام اختبار حقيقي لقياس مدى تطور مشروعه الكروي، خصوصاً بعد مشاركته المونديالية الأخيرة التي رسخت صورته كأحد أهم المنتخبات الصاعدة عالمياً. وبين الرغبة في إثبات الذات أمام قوى كروية تاريخية، والحاجة إلى تفادي أي تعثر مبكر، يجد المغرب نفسه مطالباً بإعداد استثنائي يتجاوز الطموح إلى الواقعية التكتيكية.
وعلى امتداد المجموعات الأخرى، أفرزت القرعة مواجهات متعددة الطبقات: المكسيك وجنوب إفريقيا في المجموعة الأولى، كندا وقطر وسويسرا في الثانية، الولايات المتحدة وأستراليا في الرابعة، ألمانيا وكوت ديفوار والإكوادور في الخامسة، هولندا واليابان وتونس في السادسة، بلجيكا ومصر في السابعة، إسبانيا والسعودية والأوروغواي في الثامنة، فرنسا والسنغال والنرويج في التاسعة، الأرجنتين والجزائر والنمسا في العاشرة، البرتغال وكولومبيا في الحادية عشرة، وأخيراً إنجلترا وكرواتيا وغانا في المجموعة الثانية عشرة.
ورغم التركيز الكبير على “مجموعة الموت” التي تضم المغرب والبرازيل، فإن تفاصيل المشهد العام لكأس العالم 2026 تكشف توازناً بين قوى تقليدية تصر على الحفاظ على حضورها، وفرق صاعدة تبحث عن فرصة لمفاجأة العالم. وبين هذا وذاك، يدخل المنتخب المغربي تحدياً مركّباً: إعادة تأكيد مكانته ضمن الكبار، وتقديم نسخة جديدة تليق بسمعته المتنامية في الساحة العالمية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك