ضربات تحكيمية وأخطاء قاتلة تُسقط لبؤات الأطلس من على عرش إفريقيا

أنتلجنسيا المغرب:للا الياقوت

ضيع المنتخب المغربي للسيدات تحقيق حلم طال انتظاره، بعدما خسر لقب كأس إفريقيا للأمم في نهائي مثير أمام المنتخب النيجيري بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين، في المباراة التي أقيمت مساء السبت 26 يوليوز على أرضية الملعب الأولمبي بالرباط. اللقاء الذي تابعه جمهور غفير عاش لحظات متقلبة، بين فرحة التقدم المبكر للمغرب وخيبة النهاية، حيث تداخلت عدة عوامل لتفويت فرصة التتويج التاريخي، من بينها سوء تدبير الشوط الثاني، والإرهاق البدني للاعبات، والقرارات المثيرة للجدل من الطاقم التحكيمي.

رغم البداية القوية لبؤات الأطلس، اللواتي بادرن بالتسجيل مبكرًا عبر القائدة غزلان الشباك في الدقيقة 13، قبل أن تضيف سناء مسو الهدف الثاني في الدقيقة 24، إلا أن الشوط الثاني عرف انتفاضة نيجيرية أعادت المباراة إلى نقطة الصفر. ضغط نسور نيجيريا تواصل، واستطعن تقليص الفارق من ضربة جزاء في الدقيقة 61، ثم تعديل النتيجة في الدقيقة 71 بعد خطأ دفاعي مغربي قاتل.

وفي اللحظة التي ظن فيها الجميع أن المغرب سينال ركلة جزاء مستحقة بعد لمسة يد واضحة من مدافعة نيجيرية، تدخل حكام تقنية الفيديو ليغيروا قرار الحكمة الناميبية، في مشهد أثار الكثير من الجدل وخلف استياء عارم لدى اللاعبات والجمهور على حد سواء. هذا القرار شكل منعطفًا حاسمًا في المواجهة، وأدى إلى تراجع في التركيز والحماس لدى المغربيات، ما مكن النيجيريات من تسجيل هدف الانتصار في الدقيقة 88، مستفيدات من هفوة دفاعية أخرى.

المدرب الإسباني خورخي فيلدا، وعلى الرغم من مرارة الهزيمة، عبر عن فخره الكبير بمستوى فريقه، مشيدًا بما وصفه بـ"الروح القتالية والشخصية القوية" التي أظهرتها اللاعبات طيلة البطولة، خصوصًا في النهائي أمام منتخب نيجيري عريق اعتاد على خوض النهائيات والفوز بها. وأكد فيلدا أن المشاركة المغربية كانت مشرفة، وأن الفريق خرج بمكاسب مهمة، أبرزها بروز جيل شاب يعد بمستقبل واعد للكرة النسوية في المغرب.

بهذا الفوز، يكون المنتخب النيجيري قد عزز رقمه القياسي، وأضاف لقبه العاشر في تاريخ البطولة، محافظًا على سجله المثالي في النهائيات، دون أي خسارة منذ أول تتويج سنة 1998. أما المغرب، فسيضطر إلى تأجيل حلمه بالتتويج الإفريقي إلى موعد لاحق، وسط آمال في البناء على المكتسبات الحالية وتصحيح الهفوات لتحقيق الهدف المنشود في النسخ المقبلة.