أنتلجنسيا المغرب: وصال . ل
في عرضٍ رياضيّ دوليّ تحوّل إلى لحظة
مجد وطنية، تمكن الأبطال المغاربة من انتزاع تسع ميداليات ملونة في النسخة الـ21
من الأسبوع الدولي البحري بالمضيق، الذي جرى تحت الرعاية الملكية السامية، وسط
حضور قيادات رياضية ودولية وازنة. التظاهرة، التي شهدت منافسات شرسة بين أبطال
عالميين يمثلون 15 دولة من ثلاث قارات، برهنت على علو كعب الرياضي المغربي،
وجاهزيته لمقارعة الكبار فوق أمواج التحدي.
الذهبيات المغربية كانت من نصيب محمد
داداش، صفاء أزور، وحاتم الشعيري، الذين أهدوا المغرب تألقًا لافتًا في فئات
الشراع المختلفة، مؤكدين قدرة الأندية الوطنية، خاصة من سلا والمضيق، على تخريج
أبطال ذوي كفاءة عالية. فضيات البطولة كانت بدورها شاهدة على الحضور القوي للعنصر
النسوي، من خلال المتألقة عماري هاجر وخديجة الإدريسي، إلى جانب دادي أكرم، فيما
أضافت البرونزيات الثلاث مزيدًا من البريق لإنجاز وطني مستحق.
المنافسات لم تخلُ من حضور أوروبي
بارز، حيث تُوج الإسبانيان فيليبي فيكنيرون وفابيو بابتيستا بكأس العرش لفئتي
الزوارق العابرة للقارات والزوارق الشراعية المفتوحة، ما يعكس الحضور المتوازن بين
أبطال المغرب وضيوفهم. لكن ذلك لم يمنع من إشادة الجميع، وعلى رأسهم الشيخ خليفة
بن عبد الله آل خليفة، بمستوى التنظيم المغربي العالي الذي وصفه بالنموذجي، مشيرًا
إلى أن المغرب بات محطة أساسية في روزنامة الشراع العربي والدولي.
رئيس النادي الملكي البحري بالمضيق،
علي اليونسي، أكد أن هذا الحدث البحري رسّخ مكانة المغرب كقبلة لرياضة الشراع
عالميًا، بعد أن استقطب مشاركين من دول كإيطاليا، فرنسا، جنوب إفريقيا، السعودية،
الإمارات، ومصر. وبدوره، شدد الحكم الدولي محمد رضا الفردوسي على أن الرياح التي
خذلت اليوم الأول، عادت لتمنح الدورة زخمًا تنافسيًا كبيرًا، مكّن من بلوغ أهدافها
الرياضية والتنظيمية والسياحية.
الحدث لم يكن رياضيًا فقط، بل كان
أيضًا واجهة إشعاع ثقافي وسياحي للمنطقة، حيث ساهم في تسليط الضوء على مؤهلات شاطئ
"تامودا باي"، وجعل من المضيق قبلة لأبطال العالم، ومسرحًا للتنافس
الراقي والتلاقح الحضاري. هذه التظاهرة، التي أضحت محطة سنوية منتظرة، تثبت مرة
أخرى أن المغرب قادر على الجمع بين الرياضة والاحتراف والتنمية السياحية في قالب
واحد، يُترجم إلى إنجاز وفخر وطني.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك