أنتلجنسيا المغرب:للا الياقوت
في خطوة غير مسبوقة في تاريخ الكرة المغربية، أعلن نادي ريال مدريد الإسباني عن انضمام الشقيقين المغربيين عبد الله وزكرياء وزّان إلى صفوف فرقه السنية، قادمين من نادي أياكس أمستردام الهولندي، في صفقة مزدوجة أثارت اهتمام الإعلام الرياضي الأوروبي وأعادت تسليط الضوء على الجيل المغربي الصاعد في الملاعب العالمية.
الصفقة شملت انضمام النجم الصاعد عبد الله وزّان (16 عاماً) إلى فريق "كاستيا" التابع لريال مدريد (الفريق الرديف)، فيما انتقل شقيقه الأكبر زكرياء وزّان (18 عاماً) إلى فريق ريال مدريد "سي"، ليواصلا بذلك حلمهما الكروي تحت راية "الميرينغي"، بعد سنوات من التألق داخل أكاديمية أياكس الشهيرة.
عبد الله وزّان.. من ذهب إفريقيا إلى مدريد
عبد الله وزّان، الاسم الذي بات يتردد كثيراً في الأوساط الكروية المغربية مؤخراً، تألق بشكل لافت في كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة، التي نُظّمت العام الماضي، حيث قاد المنتخب المغربي إلى النهائي، وقدم أداءً استثنائياً جعل الاتحاد الإفريقي يختاره أفضل لاعب في البطولة.
يشغل عبد الله مركز صانع الألعاب، ويُعرف بقدرته على التحكم في نسق اللعب، تمريراته الدقيقة، ورؤيته الاستثنائية للملعب، إضافة إلى تقنياته العالية التي جعلت منه أحد أبرز المواهب في فئته العمرية على مستوى القارة.
اختيار ريال مدريد له جاء بعد متابعة تقنية دقيقة من كشافي النادي الملكي، الذين أعجبوا بمستواه خلال البطولة الإفريقية، وأداءه داخل صفوف شباب أياكس في الدوري الهولندي تحت 17 سنة، حيث سجل وصنع أهدافاً حاسمة.
زكرياء وزّان.. مدافع عصري يلفت الأنظار
أما شقيقه زكرياء وزّان، فهو لاعب يشغل مركز قلب الدفاع، ويمتاز بطوله الفارع وقوته البدنية، إضافة إلى أسلوب لعبه العصري القائم على إخراج الكرة من الخلف بهدوء ودقة. لعب زكرياء لعدة سنوات في الفئات السنية لأياكس، وتدرّج حتى وصل للفريق الرديف "يونغ أياكس"، قبل أن يلفت بدوره أنظار كشافي ريال مدريد.
حسب تقارير إعلامية إسبانية، فإن صفقة زكرياء تمت في إطار رغبة ريال مدريد في تكوين قاعدة دفاعية شابة للمستقبل، ويُتوقّع أن يخضع اللاعب لتكوين بدني وتكتيكي إضافي داخل مركز "فالديبيباس" الشهير، استعداداً لإدماجه تدريجياً في منظومة النادي.
انتقال عائلي وتخطيط ذكي
ما يُميز الصفقة أنها جاءت كجزء من مشروع عائلي وتخطيط طويل الأمد. فالعائلة المغربية المقيمة في هولندا لعبت دوراً محورياً في إدارة مستقبل الشقيقين، حيث أكدت مصادر مقربة من الملف أن الانتقال تم برغبة مشتركة من العائلة واللاعبين، بعد التشاور مع وكلاء ووسطاء معروفين في السوق الأوروبية.
هذا القرار يُعتبر استراتيجياً، خصوصاً في ظل المنافسة الكبيرة بين الأندية الأوروبية الكبرى على المواهب الصاعدة من أصول مغربية. فريال مدريد يضمن للاعبين بيئة احترافية، وتجربة تكوينية قوية، وأفقاً للمشاركة في مستويات عالية من المنافسة.
المغرب يربح على الجبهتين: الموهبة والانتماء
من الجانب المغربي، تشكل هذه الصفقة مكسباً معنوياً كبيراً للكرة الوطنية، كونها تؤكد مدى جاذبية المواهب المغربية حتى في أعمار صغيرة. كما أن اختيار الشقيقين تمثيل المغرب على حساب المنتخب الهولندي، يعكس قوة الانتماء الوطني، ويعزّز مشروع الجامعة الملكية لكرة القدم في الاستثمار في مزدوجي الجنسية وتوجيههم نحو "أسود الأطلس".
ويأمل المتتبعون أن يكون عبد الله وزكرياء وزّان نواة لجيل جديد من اللاعبين المغاربة الذين لا يترددون في اختيار قميص الوطن، حتى وهم داخل أعرق أكاديميات أوروبا.
ريال مدريد يعزز خزانته بمواهب إفريقية
تأتي هذه الصفقة في إطار استراتيجية واضحة لريال مدريد، تهدف إلى استقطاب المواهب الصاعدة من إفريقيا وأميركا اللاتينية وأوروبا الشمالية، وتكوينها داخلياً. وقد سبق للنادي أن ضم في السنوات الأخيرة أسماء مثل فينيسيوس جونيور ورودريغو وأندريك، والآن يدخل السوق المغاربي بخطوة ذكية تُحسب له.
ويرى محللون أن المراهنة على الأشقاء وزّان تحمل بعداً بعيد المدى، حيث يمكن أن يشق أحدهما طريقه للفريق الأول في ظرف سنوات قليلة، بالنظر إلى تطور قدراتهم وصرامة التكوين المدريدي.
ختاما، التحاق الشقيقين عبد الله وزكرياء وزّان بنادي ريال مدريد يمثل نقلة نوعية في مسيرتهما الكروية، وحدثاً لافتاً في سجل المواهب المغربية.
هو انتقال عائلي يؤرخ لبداية قصة جديدة في العاصمة الإسبانية، قصة قد تُسطّر فصولها مستقبلاً في "سانتياغو برنابيو"، وترفع علم المغرب عالياً في سماء الكرة العالمية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك