أنتلجنسيا المغرب:عبد الله البارودي
أثار تقرير أميركي حديث قلقاً واسعاً بعد كشفه عن سيناريو خطير يتمثل في احتمال لجوء إيران إلى استخدام سلاح كهرومغناطيسي ضد إسرائيل، وهو سلاح غير تقليدي لا يُحدث انفجارات ولا دماراً مرئياً، لكنه قادر، وفق الخبراء، على شلّ دولة كاملة في لحظات. هذا النوع من الهجوم يعتمد على نبضة واحدة عالية الكثافة تُعطّل الأنظمة الإلكترونية، وتُسقط شبكات الكهرباء والاتصالات، وتُخرج البنية التحتية العسكرية والمدنية عن الخدمة دفعة واحدة.
وتكمن خطورة هذا السلاح في تأثيره المباشر على القدرات الدفاعية الإسرائيلية، التي تقوم في جزء كبير منها على التفوق التكنولوجي، من أقمار صناعية وطائرات مسيّرة وأنظمة دفاع جوي متطورة. أي خلل واسع في هذه المنظومات قد يترك إسرائيل مكشوفة وعاجزة عن الرد السريع، ما يفتح الباب أمام اختلال استراتيجي غير مسبوق في ميزان القوة.
وبحسب معطيات متداولة في دوائر غربية، فإن تل أبيب تتابع هذا التهديد بقلق بالغ، خاصة في ظل الغموض الذي يلفّ ما راكمته طهران في هذا المجال، بعد تقارير تحدثت عن اغتيال شخصية كانت تقود برنامجاً حساساً مرتبطاً بهذا النوع من التكنولوجيا. هذا الغموض، إلى جانب سباق التسلح غير التقليدي، يرفع منسوب المخاوف من انتقال الصراع بين الطرفين إلى مستوى جديد، تُستخدم فيه أدوات “صامتة” لكنها مدمّرة في آثارها.
ويُنظر إلى الأسلحة الكهرومغناطيسية اليوم كأحد أخطر وجوه الحروب الحديثة، لأنها لا تستهدف الجيوش فقط، بل تمتد آثارها إلى الحياة اليومية، من مستشفيات ومطارات وشبكات طاقة، ما يجعل أي استخدامها المحتمل تهديداً شاملاً يتجاوز حدود المواجهة العسكرية التقليدية. وفي هذا السياق، يبدو أن الشرق الأوسط يقف أمام مرحلة جديدة من الصراع، عنوانها التكنولوجيا الخفية وحروب تعطيل الدول بدل تدميرها.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك