من يحرّكه ومن يدفع الثمن؟..سباق تسلّح عربي بلا سقف

من يحرّكه ومن يدفع الثمن؟..سباق تسلّح عربي بلا سقف
شؤون أمنية وعسكرية / الأربعاء 03 دجنبر 2025 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:لبنى مطرفي

تشهد المنطقة العربية واحدة من أكبر موجات التسلّح في تاريخها الحديث، إذ تتجه ميزانيات الدول نحو شراء الأسلحة المتطورة بوتيرة غير مسبوقة، في مشهد يثير تساؤلات عميقة حول جدوى هذا السباق، وخلفياته، ومن يقف فعلاً وراء إشعاله واستثماره.

في السنوات الأخيرة، تحوّل الشرق الأوسط إلى واحدة من أكثر الأسواق العسكرية نمواً في العالم؛ صفقات دفاعية بمليارات الدولارات، أنظمة صاروخية متقدمة، طائرات مقاتلة من الجيل الجديد، وغواصات وتجهيزات حرب إلكترونية، تُضخّ إلى المنطقة باستمرار. ورغم اختلاف السياقات السياسية بين الدول العربية، فإن الدافع المشترك هو الخوف من المستقبل، وصراعات النفوذ الإقليمي، وتحولات التحالفات الدولية.

غير أن هذا التسابق، الذي يُقدَّم رسمياً باعتباره ضرورة أمنية، يخفي خلفه مصالح هائلة لشركات السلاح العالمية التي تجد في المنطقة زبوناً مثالياً: أنظمة تبحث عن قوة الردع بدل قوة التنمية، وواقع جيوسياسي قابل للاشتعال في أي لحظة، وغياب واضح لأولويات اقتصادية واجتماعية أكثر إلحاحاً داخل المجتمعات العربية.

وفي الوقت الذي تتضاعف الفواتير العسكرية، تتراجع الاستثمارات في الصحة والتعليم والبحث العلمي، ما يجعل المواطن العربي الحلقة الأضعف في معادلة التسلّح. فبينما تراكم الشركات الغربية أرباحاً ضخمة، وتتعمق التوترات بين دول المنطقة، يبقى سؤال المستقبل معلّقاً: هل تشتري الدول العربية فعلاً أمانها… أم تشتري استمرار هشاشتها؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك