المغرب يعقد صفقة عسكرية وهليكوبترات جديدة تكشف أولويات الدولة

أنتلجنسيا المغرب:لبنى مطرفي

أبرم المغرب صفقة تسليحية جديدة مع شركة “إيرباص هليكوبتر” لاقتناء عشر طائرات H225M المتطورة، في خطوة تعكس استمرار تغليب منطق التسلّح على حساب الأولويات الاجتماعية الملحّة، رغم ما تعرفه البلاد من اتساع دائرة الفقر، وغلاء خانق، وتراجع غير مسبوق في الخدمات الأساسية. وفي الوقت الذي يغرق فيه المواطن المغربي في أزمات المعيشة اليومية، تواصل الدولة تعزيز ترسانتها العسكرية بصفقات باهظة تُضاف إلى سلسلة إنفاق دفاعي متصاعد لا يعرف التوقف.

وأعلنت الشركة الأوروبية أن اختيار المغرب لطائرات H225M يمثّل “مرحلة جديدة” في الشراكة الممتدة بين الطرفين، مشيرة على لسان رئيسها التنفيذي، برونو إيفن، إلى أن الطائرة تعتبر مرجعاً عالمياً في المهام المعقدة. وستُجهّز الطائرات الجديدة بنظام رفع مزدوج، وضوء بحث، ومنظومة كهروبصرية من طراز Safran Euroflir 410، إضافة إلى إمكانية حمل الرشاشات وأنظمة الحرب الإلكترونية، ما يعكس الطابع القتالي والاستراتيجي البارز للصفقة. وتشمل العملية أيضاً حزمة دعم وخدمات لوجستية متصلة، ما يعني أن كلفتها الفعلية تتجاوز إطار الاقتناء نحو التحديث والصيانة المستمرة.

وتعزّز الصفقة حضور المغرب في قائمة الدول التي تعتمد على H225M، إلى جانب فرنسا وهولندا والمكسيك والبرازيل ودول آسيوية وخليجية، في وقت تجاوز فيه عدد ساعات الطيران لهذا الطراز على مستوى العالم 980 ألف ساعة. ويستفيد المغرب أيضاً من البنية الصناعية التي بنتها Airbus في المملكة منذ 1951، مروراً بتطوير مركز خدمات متقدم في 2024 لتقديم الدعم لأسطول الطائرات المروحية العسكرية المغربية وتحويله إلى مركز إقليمي للصيانة والإصلاح غرب إفريقيا.

غير أن هذا التوجه العسكري المتصاعد يعيد طرح السؤال القديم الجديد: كيف تستمر الدولة في توقيع صفقات تسليحية بمليارات الدراهم بينما يواجه المجتمع هشاشة اقتصادية غير مسبوقة، وتتصاعد الاحتجاجات الصامتة حول التعليم والصحة والسكن والبطالة؟ وبينما تتحرك المؤشرات الاجتماعية في اتجاه مقلق، يواصل المغرب ضخ موارد ضخمة في التسلح، متبنياً خياراً استراتيجياً واضحاً، لكنه يترك خلفه ملفات اجتماعية أكثر استعجالاً من أي صفقة سلاح.