أنتلجنسيا المغرب:الهدهد المغربي
يشهد سلاح الجو الملكي المغربي منذ سنوات، حركية نوعية في مجال التحديث والتسليح المتقدم، تجسدت في اقتناء مقاتلات متطورة، وتحديث المنصات القديمة، وإعادة هيكلة المنظومة الدفاعية الجوية.
ويضع المغرب هذا المسار في إطار رؤية استراتيجية شاملة لتعزيز قدراته الدفاعية، وضمان تفوقه الإقليمي في ظل تحولات جيوسياسية متسارعة.
صفقات نوعية تُغيّر ميزان القوى
من أبرز الصفقات التي عززت قوة سلاح الجو المغربي، اقتناء مقاتلات F-16 Viper المطورة، من الجيل الرابع ونصف، بالإضافة إلى أنظمة دفاع جوي بعيدة المدى، مثل "باتريوت" الأمريكي و"سكاي دراغون" الصيني. هذه الخطوة وضعت المغرب في صدارة البلدان الإفريقية من حيث تنوع وحداثة الترسانة الجوية، إلى جانب تكثيف التدريبات المشتركة مع الحلفاء، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة.
مقاتلات F-35.. طموح مشروع وتفاوض تكتيكي
الحديث عن سعي المغرب للحصول على طائرات F-35 الأمريكية ليس مجرد تكهن، بل تسريبات إعلامية وتلميحات دبلوماسية أكدت وجود اتصالات بين الرباط وواشنطن بهذا الخصوص. هذه الطائرة الشبح، التي تُعد من الجيل الخامس، تمنح تفوقًا نوعيًا لأي دولة تمتلكها، سواء على مستوى القتال الجوي أو الهجمات الدقيقة أو الشبحية في الميدان.
وبالرغم من القيود التي تفرضها واشنطن بخصوص بيع هذه الطائرات، فإن الموقع الجيو-استراتيجي للمغرب، وتحالفه الوثيق مع الولايات المتحدة، واستضافته لمناورات "الأسد الإفريقي"، كلها عوامل قد تفتح الباب أمام استثناء مغربي مدروس في هذا المجال.
السياق الإقليمي: رسائل ردعية وتوازنات جديدة
في منطقة يغلب عليها التوتر، خاصة مع تصاعد العدائية الجزائرية وانخراط نظام تبون في سباق تسلح غير محسوب، يبدو المغرب واعيًا بضرورة التحصين الدفاعي وتكريس الردع الذكي. وتُظهر تحركاته في مجال التسلح الجوي أن الرباط لا تنساق وراء الاستعراض، بل تتجه نحو تحديث نوعي ومتزن، يُراعي موازين القوى ويخدم العقيدة الدفاعية للمملكة.
شراكات استراتيجية متعددة الأبعاد
التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة لا يقتصر فقط على اقتناء الأسلحة، بل يشمل أيضًا التكوين، تبادل المعلومات، والجاهزية المشتركة للعمليات. كما تربط المغرب شراكات نوعية مع كل من إسرائيل، فرنسا، والصين، وهو ما يعكس تنوع مصادر التسليح وانفتاح الرباط على التكنولوجيا المتقدمة دون ارتهان سياسي.
هل المغرب مؤهل فعليًا لامتلاك F-35؟
حسب خبراء في الشؤون العسكرية، فإن الجيش المغربي من أكثر الجيوش الإفريقية تأهيلاً تقنيًا ولوجستيًا لاستيعاب تكنولوجيا F-35، خاصة بعد نجاحه في دمج أنظمة معقدة مثل F-16 Block 70 والدرونات التركية والإسرائيلية. كما أن البنية التحتية الجوية، والتدريبات المتقدمة، والموقع الجغرافي للمغرب، كلها عوامل تُعزز هذا الاحتمال.
في الأفق.. تفوق مغربي بطابع استراتيجي
الطموح المغربي لامتلاك F-35 لا يندرج فقط في إطار تعزيز قدرات الردع، بل أيضًا في سياق التأهيل للعب أدوار أمنية إقليمية ودولية، خصوصًا في محاربة الإرهاب، مراقبة السواحل، والتعاون مع الحلفاء في ملفات الأمن البحري والجوي.
وبينما يراقب خصوم المغرب هذه التطورات بقلق متزايد، تواصل الرباط بخطى واثقة تثبيت موقعها كقوة دفاعية إقليمية عصرية، تستثمر في الذكاء العسكري أكثر مما تنخرط في الاستعراضات الميدانية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك