أنتلجنسيا المغرب: أبو ملاك
في لحظة وُصفت بالاستثنائية على مستوى التعاون الأمني الدولي،
وقّع المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، ونظيره
الفرنسي، لوي لوجيي، على مخطط عمل مشترك بالرباط، يعيد تشكيل معالم الشراكة
الأمنية بين المغرب وفرنسا.
التوقيع تم
بحضور وفد أمني فرنسي رفيع المستوى، ما عكس عمق التنسيق الثنائي والرهان الكبير
على الدور المغربي في محاربة الجريمة المنظمة.
الوثيقة الأمنية الموقعة تُعد بمثابة خارطة طريق دقيقة لملاحقة
الشبكات الإجرامية العابرة للحدود، وتعقب المطلوبين دولياً، مع فتح المجال أمام
خلق مجموعات عمل مشتركة، وتوسيع نطاق المساعدة العملياتية، بما يشمل التكوين
وتبادل المعلومات والتقنيات الحديثة.
الرباط، بما
راكمته من تجربة ميدانية ونجاحات استخباراتية، تفرض نفسها كشريك لا غنى عنه في أي
استراتيجية أوروبية فعالة ضد التهديدات المتنامية.
الجانب الفرنسي لم يخفِ امتنانه للنجاعة المغربية، حيث أشاد
المدير العام للشرطة الوطنية الفرنسية بالدور الريادي لمصالح الأمن المغربي في
تأمين أحداث عالمية على رأسها أولمبياد باريس، وفي المساعدة المباشرة على توقيف
إرهابيين خطيرين كانوا يشكلون تهديداً وشيكاً على الأمن الفرنسي. كما أعلن استعداد
باريس لدعم الرباط في تأمين الفعاليات الكبرى التي يرتقب أن يحتضنها المغرب.
وفي لفتة رمزية قوية، تم خلال اللقاء تسليم عبد اللطيف حموشي
وسام جوقة الشرف من درجة ضابط، أرفع الأوسمة الفرنسية، وهو اعتراف رسمي بدور الرجل
الذي بات يُنظر إليه كرمز إقليمي للحنكة الأمنية والتصدي للخطر الإرهابي.
هذا التتويج
لم يكن فقط تقديراً فردياً، بل إشادة صريحة بالمؤسسة الأمنية المغربية ككل ودورها
الفعال في حماية الأمن الإقليمي والدولي.
زيارة المسؤول الفرنسي
للرباط، وما أعقبها من مباحثات معمقة وقرارات استراتيجية، تعكس اقتناع باريس بأن
مستقبل الأمن الأوروبي يبدأ من جنوب المتوسط، وبأن المغرب لم يعد مجرد حليف بل
ركيزة ثابتة في منظومة الدفاع المشترك ضد التهديدات المعاصرة، من الإرهاب إلى
الجريمة السيبرانية إلى الاتجار الدولي بالبشر والمخدرات.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك