لقاء رفيع بين المغرب وأمريكا يلوح في الأفق وتحالف مرتقب يعيد تشكيل موازين القوى

لقاء رفيع بين المغرب وأمريكا يلوح في الأفق وتحالف مرتقب يعيد تشكيل موازين القوى
شؤون أمنية وعسكرية / الأحد 15 يونيو 2025 - 01:32 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد العرش المجيد

أنتلجنسيا المغرب:الهدهد المغربي

تتجه الأنظار في الأوساط السياسية والدبلوماسية إلى اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والملك محمد السادس، وهو لقاء يحمل دلالات رمزية قوية ورسائل استراتيجية عميقة.

فرغم عدم تأكيد موعد اللقاء رسمياً، إلا أن تسريبات متطابقة تشير إلى أنه قد يُتوّج بتوقيع اتفاقيات في مجالات الدفاع والطيران المدني، ما يجعل منه حدثاً مفصلياً في مسار الشراكة المغربية-الأمريكية.

 المغرب ومقاتلات F-35: خطوة نوعية نحو التفوق الجوي

ضمن أبرز الملفات المطروحة بين الرباط وواشنطن، يبرز المشروع الطموح لاقتناء 32 مقاتلة شبح من طراز F-35، وهي أحدث مقاتلات الجيل الخامس وأكثرها تطوراً على مستوى العالم. ووفق مصادر حضرت معرض الدفاع الدولي IDEX، فإن قيمة الصفقة قد تبلغ 17 مليار دولار على مدى 45 عاماً، مما يجعلها أضخم صفقة دفاعية في تاريخ المغرب.

وفي حال إتمامها، سيكون المغرب أول بلد عربي وإفريقي يحصل على هذه الطائرة المتقدمة، ما يشكل نقلة نوعية في توازن القوى الجوية بالمنطقة، ويُعزز مكانة المملكة كقوة ردع إقليمية ذات قدرات تكنولوجية متقدمة.

 دعم متواصل من واشنطن: تطوير شامل للأسطول المغربي

هذا التوجه نحو التحديث ليس جديداً، بل هو استمرار لنهج متصاعد منذ سنوات. ففي 2020، أبرم المغرب صفقة لاقتناء 24 مقاتلة من طراز F-16 Block 72، على أن يبدأ تسليمها خلال 2025. كما يتم حالياً تحديث الأسطول القديم من مقاتلات F-16 بأنظمة متطورة، تشمل رادارات AESA ووحدات حرب إلكترونية مدمجة.

ويواكب هذا التطوير تعزيز قدرات المغرب في مجال المراقبة والاستخبارات، من خلال طائرات Gulfstream 550 ISR المتخصصة في الاستطلاع، إلى جانب استعمال منظومات فضائية متطورة في تتبع التحركات والتهديدات الإقليمية.

 استراتيجية دفاعية بواجهة إقليمية ودولية

هذه التحركات العسكرية ليست معزولة عن السياق الإقليمي والدولي، حيث يشهد المغرب تصاعداً في التحديات الجيوسياسية، خصوصاً في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء. ومن هنا، يُفهم أن التوجه نحو مقاتلات الجيل الخامس يدخل ضمن رؤية استراتيجية شاملة لترسيخ السيادة الوطنية، وحماية المصالح العليا للبلاد، وإعادة رسم التوازنات الأمنية بالمنطقة.

 شراكة جوية اقتصادية: الخطوط الملكية المغربية تعزز أسطولها

التحالف المغربي-الأمريكي لا يقتصر على المجال العسكري، بل يشمل كذلك القطاع الاقتصادي، لا سيما في قطاع الطيران المدني. فوفق مصادر مقربة، تُجري شركة الخطوط الملكية المغربية مفاوضات متقدمة لاقتناء نحو:

20 طائرة بوينغ 787 دريملاينر للرحلات الطويلة،

50 طائرة بوينغ 737 للرحلات القصيرة،

20 طائرة إيرباص A220 لتعزيز الخطوط الإقليمية.

هذه الخطة تدخل ضمن رؤية توسعية طموحة تهدف إلى تعزيز موقع الدار البيضاء كمركز جوي يربط إفريقيا بأوروبا وأمريكا، في ظل تنامي المنافسة الإقليمية على الأسواق الإفريقية.

 تحالف استراتيجي يتجاوز السلاح

الشراكة بين المغرب والولايات المتحدة تُثبت يوماً بعد آخر أنها تتجاوز الصفقات العسكرية والاقتصادية، لتتحول إلى تحالف استراتيجي شامل. فالتعاون في مجال التكنولوجيا، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، والتموقع السياسي المشترك في ملفات مثل الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب، كلها مؤشرات على عمق العلاقة التي تزداد رسوخاً عاماً بعد عام.

 نحو مرحلة جديدة من النفوذ المغربي

بينما تتحرك الرباط بخطى ثابتة لتعزيز سيادتها وتحديث مؤسساتها الدفاعية والاقتصادية، يبرز التحالف مع واشنطن كأحد أهم روافع قوتها الإقليمية. وإذا ما تم اللقاء المرتقب بين ترامب والملك محمد السادس، فإننا قد نكون أمام منعطف تاريخي في مسار العلاقات الثنائية، ونقطة تحول في موقع المغرب ضمن الخارطة الدولية.

فالمملكة لم تعد فقط لاعباً إقليمياً صاعداً، بل باتت شريكاً استراتيجياً يُحسب له ألف حساب، سياسياً، أمنياً، واقتصادياً.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك