أنتلجنسيا المغرب:الهدهد المغربي
في تطور لافت، شوهدت قافلة عسكرية تضم عربات من منظومة الدفاع الجوي الأمريكية القصيرة المدى "أفنجر" وهي تتجه نحو ميدان الرماية بمنطقة طانطان، في سياق التحضيرات الجارية لمناورات "الأسد الإفريقي 2025" التي تجمع القوات المسلحة الملكية المغربية ونظيرتها الأمريكية. وقد ضمت القافلة أيضًا وحدات من رادارات "Sentinel F1" المتطورة، المتخصصة في رصد الأهداف الجوية المنخفضة، مما يشير إلى تكامل استراتيجي في أنظمة الدفاع المستخدمة في هذه المناورات.
منظومة "أفنجر" تُعد من أبرز الأنظمة المحمولة التي تعتمد على صواريخ "ستينغر" في التصدي للطائرات بدون طيار والمروحيات والصواريخ المجنحة على ارتفاعات منخفضة، وهي نفس الصواريخ التي سبق للمغرب أن اقتنى منها نحو 600 وحدة في صفقة سابقة. ويُرجّح مراقبون أن إدراج هذه المنظومة في التدريبات الجارية يشير إلى أن المغرب قد اقتناها بالفعل ضمن برنامج المبيعات العسكرية الأمريكية للدول الحليفة، وإن لم يُعلن ذلك رسمياً حتى الآن.
أما رادار "Sentinel F1"، فيُعتبر من أحدث الإصدارات بمدى كشف يصل إلى 140 كيلومتراً، ويتميز بقدرته على رصد الأهداف الجوية التي تحلق على ارتفاعات منخفضة جداً، مما يجعله فعالاً في مواجهة التهديدات التي تعتمد على التحليق تحت مستوى الرادارات لتفادي الكشف. وتكمن أهمية الدمج بين هذا الرادار ومنظومة "أفنجر" في توفير غطاء دفاعي محكم للقوات البرية المغربية، وتعزيز قدرات الدفاع الجوي ضد التهديدات الحديثة والمعقدة.
ويرى متابعون أن مشاركة هذه المعدات في مناورات "الأسد الإفريقي" تحمل دلالات استراتيجية، إذ درج المغرب على اختبار أو إدماج أنظمة عسكرية ضمن مناوراته قبل الإعلان عن اقتنائها، كما حصل مع دبابات "أبرامز"، وطائرات "إف-16"، وراجمات "هيمارس"، ومروحيات "بلاك هوك". ويؤكد هذا التوجه أن المغرب يواصل تحديث ترسانته الدفاعية في إطار شراكة عسكرية قوية مع الولايات المتحدة، تستجيب لمتطلبات الأمن الإقليمي ومجابهة التحديات المتغيرة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك