سيدي يحيى الغرب تختنق تحت سطوة الجريمة رغم تسلح الأمن بأحدث الوسائل

سيدي يحيى الغرب تختنق تحت سطوة الجريمة رغم تسلح الأمن بأحدث الوسائل
شؤون أمنية وعسكرية / الأحد 11 مايو 2025 - 13:30 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا

في سيدي يحيى الغرب، ورغم أن المديرية العامة للأمن ومراقبة التراب الوطني كثّفت جهودها بتعزيز الإدارة المحلية بأحدث التجهيزات، من سيارات أمن متطورة، إلى حواسيب وشبكات إنترنت عالية الجودة، فإن الميدان الأمني لا يعكس هذه الطفرة "اللوجستيكية"، بل يبدو وكأنه يغوص في مستنقع الفوضى والعجز، أمام تصاعد مقلق في معدلات الإجرام التي باتت تضرب أحياء المدينة من كل الجهات، بيد أنه كانت حملات روتينية في وقت سابق، إلا أنها أصبحت شبه متوقفة حسب ذات الماصدر.

في قلب هذا المشهد المتصدع، تفجّرت موجة غير مسبوقة من الاعتداءات وعمليات "الكريساج" والسرقات العنيفة، مرفوقة بانتشار مريع لترويج "أقراص القرقوبي والماحيا"..، بشكل أصبح فيه كل زقاق نقطة توتر، وكل حي بؤرة تهدد سلامة الساكنة، حتى حي النهضة 2، الذي شهد اعتداء مرعباً نفذه مجرم مهووس بسلاح أبيض داخل محل تجاري، وسط ذهول المارة وخوف الأطفال، في مشهد يتكرر ويتكاثر يوماً بعد يوم، تقول المصادر.

وتشير فعاليات محلية إلى أن هذا الانفلات لا ينعزل عن سياقات اجتماعية أعمق، إذ تعاني المدينة من فقر مدقع وهشاشة اقتصادية خانقة، ما يجعل شبابها فريسة سهلة لشبكات الترويج الإجرامي، خاصة مع انفتاحها الجغرافي على قرى تفتقر لأي تغطية أمنية فعلية، من قبل رجال الدرك الملكي.

لتتحول سيدي يحيى الغرب إلى ثغرة مفتوحة على العنف، تستنزفها سياسات عمومية فاشلة في التنمية، وتُضعف أي محاولة أمنية لإرساء الاستقرار.

"حي الفتح"، الذي كان في السابق عنواناً للسكينة، ومن الأحياء الراقية، لم يسلم بدوره من هذا الانحدار، حيث تسللت شبكات الفساد والمخدرات إلى قلبه، وحوّلته إلى مرتع فوضوي بامتياز، تتفجّر فيه أوكار شبه علنية في غياب المراقبة الفعلية، ما ساهم في انتشار الجرائم، وتحول المدينة إلى سوق مفتوح لعصابات تخريب العقول وجني الأرباح من دماء القاصرين.

وإن كنا على أبواب احتضان تظاهرات رياضية كبرى، فإن الواقع يفرض تدخلاً صارماً، يتجاوز الدوريات التقليدية المناسباتية نحو استراتيجية اجتثاث حقيقية، خاصة وأن الوسائل متوفرة، لكن القرار الحاسم لا يزال غائباً، في وقت يتفاقم فيه الشعور العام بانعدام الأمن وتحول سيدي يحيى الغرب إلى مدينة يسكنها الرعب، وتُحكم من خلف الستار بقوة المخدر والسلاح.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك