المدفعية المغربية..قوة نارية هائلة تعزز قدرات الجيش في مواجهة التحديات

المدفعية المغربية..قوة نارية هائلة تعزز قدرات الجيش في مواجهة التحديات
شؤون أمنية وعسكرية / الأحد 02 مارس 2025 - 15:23 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أبو جاسر

يُواصل الجيش المغربي تعزيز ترسانته العسكرية بأنظمة تسليح متطورة، تماشياً مع استراتيجيته الدفاعية الرامية إلى تأمين حدوده وتعزيز جاهزيته القتالية، في ظل التحديات الأمنية الإقليمية والدولية المتزايدة.

وفي هذا السياق، يُعتبر المدفع المقطور M198 عيار 155 ملم واحداً من أبرز الأسلحة التي تعتمدها القوات المسلحة الملكية في منظومتها المدفعية، نظراً لما يوفره من دقة نارية كبيرة ومدى بعيد، مما يجعله عنصراً أساسياً في معادلة التفوق العسكري المغربي.

قدرات نارية متطورة ومدى بعيد

يعد المدفع M198 من أقوى المدافع المقطورة في العالم، وقد تم تطويره ليكون بديلاً للمدفع القديم M114.

دخل الخدمة لأول مرة في الجيش الأمريكي عام 1979، ومنذ ذلك الحين أثبت كفاءته في العديد من النزاعات، مما جعله خياراً مثالياً للعديد من الجيوش، من بينها الجيش المغربي، الذي يمتلك أعداداً كبيرة منه.

يتميز المدفع بقدرته على إطلاق 4 قذائف في الدقيقة، مما يمنحه كثافة نارية عالية خلال العمليات القتالية.

كما يتراوح مداه بين 22 كيلومتراً كحد أدنى و40 كيلومتراً كحد أقصى عند استخدام القذائف الصاروخية، وهو ما يجعله قادراً على ضرب أهداف بعيدة بدقة متناهية.

إلى جانب ذلك، يتمتع المدفع بمرونة تكتيكية كبيرة، حيث يمكن نقله بواسطة الطائرات والمروحيات، مما يمنح القوات البرية قدرة على نشره بسرعة في مختلف أنواع التضاريس، سواء الجبلية أو الصحراوية.

هذه الميزة تجعل منه سلاحاً فعالاً في أي مواجهة عسكرية، خاصة في ظل التركيز المغربي على تعزيز قدراته الدفاعية والهجومية على حد سواء.

الجيش المغربي وتعزيز قدراته المدفعية

يُعد سلاح المدفعية عنصراً رئيسياً في العقيدة العسكرية المغربية، حيث يعتمد الجيش على تشكيلة واسعة من المدافع المقطورة وذاتية الحركة لضمان تفوقه في المعارك البرية.

ويأتي اقتناء المدفع M198 ضمن هذه الاستراتيجية، نظراً لما يقدمه من مزيج مثالي بين القوة التدميرية والمرونة التكتيكية.

ورغم أن الولايات المتحدة بدأت سحب المدفع M198 تدريجياً من الخدمة لصالح المدفع الأحدث M777، إلا أن هذا لا يقلل من أهميته، خصوصاً أنه لا يزال في الخدمة لدى العديد من الجيوش الكبرى. وفي الحالة المغربية، فإن امتلاك هذه المنظومة المدفعية يمنح الجيش القدرة على تنفيذ عمليات القصف بعيد المدى، مما يعزز جاهزيته لأي مواجهة محتملة.

التحديات الإقليمية وأهمية التفوق العسكري المغربي

مع تصاعد التوترات في منطقة شمال إفريقيا، وتزايد التحديات الأمنية التي تواجه المغرب، خصوصاً على حدوده الشرقية والجنوبية، بات لزاماً على الجيش أن يحافظ على تفوقه النوعي في مجال المدفعية بعيدة المدى.

فالقدرة على توجيه ضربات دقيقة وفعالة من مسافات بعيدة، تمنح القوات المغربية اليد العليا في أي مواجهة محتملة، وتتيح لها القدرة على التعامل مع أي تهديدات قبل وصولها إلى الخطوط الأمامية.

وقد أثبتت المدفعية المقطورة فعاليتها في النزاعات الحديثة، حيث تعتمدها العديد من الجيوش كوسيلة أساسية لتحقيق السيطرة الميدانية، من خلال استهداف مواقع العدو بدقة قبل شن أي عمليات هجومية.

وبالتالي، فإن استمرار المغرب في تعزيز سلاح المدفعية يعكس وعياً استراتيجياً بأهمية هذا النوع من الأسلحة في الحروب الحديثة.

تحديث المدفعية المغربية..خطوة نحو المستقبل

ورغم امتلاك المغرب لأعداد كبيرة من المدفع M198، إلا أن سعيه المستمر نحو التحديث قد يدفعه في المستقبل القريب إلى اقتناء المدفع الأمريكي M777، الذي يتميز بخفة الوزن ودقة التصويب العالية، خاصة أنه أصبح المدفع الأساسي في الجيش الأمريكي، ويستخدم تكنولوجيا حديثة في التوجيه وإدارة النيران.

لكن في الوقت الحالي، يظل المدفع M198 ركيزة أساسية في سلاح المدفعية المغربي، خاصة مع تطوير الذخائر المستخدمة فيه، مما يمنحه قدرات تنافسية تضاهي الأنظمة الأحدث.

كما أن التعديلات المستمرة التي يجريها الجيش المغربي على معداته العسكرية تضمن استمرارية هذه المنظومة لسنوات قادمة، مع إمكانية دمجها في أنظمة القتال الحديثة.

رهان الجيش المغربي على القوة النارية

يعكس الاعتماد على المدفع M198 توجه المغرب نحو امتلاك قوة نارية هائلة تمكنه من الردع وحماية مصالحه الاستراتيجية.

فمع التحديات المتزايدة، أصبحت القوات المسلحة الملكية مطالبة بتعزيز جاهزيتها القتالية، وهو ما يظهر جلياً في التحديثات المستمرة لسلاح المدفعية.

ويظل امتلاك مدافع بعيدة المدى عاملاً رئيسياً في تعزيز قدرة المغرب على فرض سيادته وتأمين حدوده ضد أي تهديدات محتملة، مما يجعل المدفعية أحد أبرز الأسلحة التي يعتمد عليها الجيش في استراتيجيته العسكرية الشاملة.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك