كيم جونغ أون يشعل فتيل التوتر العالمي بعد تصريحات ترامب النارية

كيم جونغ أون يشعل فتيل التوتر العالمي بعد تصريحات ترامب النارية
شؤون أمنية وعسكرية / الأحد 02 مارس 2025 - 17:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب: أبو دعاء

تصاعدت حدة التوترات الدولية بعد التصريحات المفاجئة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائه بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وهو اللقاء الذي شهد خروجًا عن الأعراف الدبلوماسية، بعدما أقدم ترامب على طرد زيلينسكي من البيت الأبيض في سابقة غير معهودة في العلاقات الدولية، هذا التطور الخطير لم يمر مرور الكرام، حيث تلقاه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بجدية، معتبراً إياه إنذارًا باندلاع مواجهة عالمية جديدة.

لم يتأخر الرد من بيونغ يانغ، حيث أمر كيم جونغ أون قواته العسكرية برفع درجة التأهب القصوى، مشددًا على ضرورة الاستعداد لأي طارئ، خاصة مع التصعيد الأمريكي في المنطقة. وجاءت هذه الخطوة بعد وصول غواصة نووية أمريكية إلى سواحل كوريا الجنوبية، في خطوة اعتبرها النظام الكوري الشمالي تهديدًا مباشراً لأمنه القومي، وبالرغم من مطالبة كيم بسحب الغواصة فورًا، إلا أن طلبه قوبل بتجاهل تام من الإدارة الأمريكية، مما زاد من حدة التصعيد.

التوتر بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة ليس جديدًا، لكنه هذه المرة يأخذ منحى أكثر خطورة مع التغيرات الجيوسياسية السريعة، والتصريحات غير المحسوبة التي قد تدفع العالم إلى حافة الهاوية، ويرى مراقبون أن إصرار كيم جونغ أون على الرد بقوة يعكس حجم المخاوف داخل نظامه من أي تحركات أمريكية قد تستهدف استقراره الداخلي، في وقت يستمر فيه بتطوير ترسانته العسكرية، وسط تحذيرات من إمكانية حدوث مواجهة غير مسبوقة.

في المقابل، لم يبدِ البيت الأبيض أي بوادر تهدئة، بل واصل ترامب تصريحاته الحادة، محذرًا زيلينسكي من أن سياساته قد تقود العالم إلى حرب عالمية ثالثة، وهو ما زاد من الضغوط على الدول الكبرى للتدخل والحد من هذا التوتر المتصاعد، في الوقت ذاته، تواصل كوريا الشمالية تنفيذ تجاربها الصاروخية، في رسالة واضحة بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي استفزاز أمريكي.

المجتمع الدولي يراقب بحذر هذه التطورات المتسارعة، وسط دعوات من الصين وروسيا إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات لتفادي أي تصعيد غير محسوب العواقب، وبالرغم من هذه الدعوات، فإن المؤشرات الحالية توحي بأن الأزمة قد تتفاقم أكثر، خاصة مع استمرار التحركات العسكرية من الجانبين، مما يجعل سيناريو المواجهة احتمالًا واردًا.

وفي ظل هذا المناخ المشحون، يبقى السؤال مطروحًا حول مدى قدرة القوى الكبرى على احتواء الموقف قبل أن ينفجر بشكل غير متوقع. فمع تصلب المواقف بين واشنطن وبيونغ يانغ، واستمرار لغة التهديد المتبادل، يبدو أن العالم أمام مرحلة جديدة من التوترات التي قد تعيد سيناريوهات الحرب الباردة، لكن هذه المرة بوجوه وأدوات مختلفة، مما يجعل المستقبل مفتوحًا على جميع الاحتمالات.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك