المغرب يعزز ترسانته المدفعية..تصنيع شاحنات TATRA لمدافع ATMOS 2000 ينطلق رسميًا

أنتلجنسيا المغرب:رئاسة التحرير

في خطوة تعكس التوجه الاستراتيجي للمغرب نحو تعزيز قدراته العسكرية وتحديث منظومته الدفاعية، انطلقت عملية تصنيع شاحنات TATRA التشيكية التي سيتم استخدامها كمنصة لأنظمة المدفعية المتطورة ATMOS 2000، التي حصلت عليها القوات المسلحة الملكية المغربية في إطار صفقة عسكرية ضخمة أُبرمت مع شركة "إلبيت سيستمز" الإسرائيلية.

هذه الخطوة تندرج ضمن سياسة التحديث العسكري التي ينتهجها المغرب لمواكبة التحديات الأمنية الإقليمية والدولية.

التصنيع يبدأ.. صور تكشف مرحلة الإنتاج الأولى

كشفت صور حديثة عن انطلاق عملية تصنيع شاحنات TATRA التي سيتم تجهيزها بمدافع ATMOS 2000، وهو ما يمثل تقدمًا مهمًا في تنفيذ الصفقة التي وقعها المغرب خلال فبراير 2025. هذه الشاحنات، التي تُصنع في التشيك، ستُشكل العمود الفقري لمنظومة المدفعية ذاتية الحركة التي يسعى المغرب إلى تعزيزها لمواكبة التطورات التكنولوجية في المجال العسكري.

تفاصيل الصفقة العسكرية.. 36 مدفعًا لتعزيز القوة النارية المغربية

بموجب الاتفاق المبرم مع شركة "إلبيت سيستمز"، حصل المغرب على 36 مدفعًا ذاتي الحركة من طراز ATMOS 2000، وهو سلاح مدفعي متطور يتميز بقدرته العالية على المناورة وسرعة الانتشار، مما يمنح القوات المسلحة المغربية ميزة استراتيجية في العمليات البرية. يعتمد هذا النظام على شاحنات TATRA 815، التي توفر تنقلًا سريعًا ومرونة كبيرة في مختلف التضاريس، ما يجعلها خيارًا مثاليًا لتعزيز قدرة المغرب على الردع والدفاع.

ما هو مدفع ATMOS 2000؟ ولماذا اختاره المغرب؟

يُعد ATMOS 2000 أحد أحدث أنظمة المدفعية ذاتية الحركة، التي طورتها شركة "إلبيت سيستمز" الإسرائيلية. يتميز هذا النظام بعدة مواصفات تجعل منه إضافة نوعية لترسانة القوات المسلحة الملكية، ومنها:

عيار 155 ملم: وهو العيار المعتمد في المدفعية الحديثة.

مدى يصل إلى 40 كلم: ما يمنح القدرة على تنفيذ ضربات دقيقة على أهداف بعيدة المدى.

السرعة والمرونة: يمكن نقله بسرعة بفضل تثبيته على شاحنات TATRA 815، ما يسمح للقوات بالتنقل بسرعة وتغيير المواقع التكتيكية بسهولة.

التشغيل الآلي: نظام إطلاق النار شبه أوتوماتيكي، مما يعزز الكفاءة التشغيلية للمدفعية ويُقلل الحاجة إلى أطقم تشغيل كبيرة.

اختيار المغرب لهذا النظام يعكس رؤية استراتيجية متقدمة تهدف إلى امتلاك قدرات مدفعية ذات فعالية هجومية ودفاعية عالية، حيث يمكن استخدامه في مختلف البيئات والتضاريس، سواء في العمليات القتالية التقليدية أو في مهام الدفاع الحدودي.

TATRA 815.. الشاحنة المثالية للمدفعية الحديثة

تعتمد مدافع ATMOS 2000 على شاحنات TATRA 815 التشيكية، التي تُعرف بقدراتها العالية على التحرك في البيئات الوعرة والظروف القتالية الصعبة. ومن أهم مميزاتها:

قدرة تحمل كبيرة: مصممة لتحمل أوزان ثقيلة، مما يجعلها مثالية لحمل أنظمة المدفعية الضخمة.

مرونة في الحركة: قادرة على التحرك بسرعة في التضاريس الوعرة، مما يسهل عمليات الانتشار السريع.

حماية عالية: توفر مستوى جيدًا من الحماية للطاقم، مما يقلل من المخاطر أثناء العمليات القتالية.

لماذا يسعى المغرب إلى تحديث مدفعيته؟

يأتي توجه المغرب نحو تعزيز قدراته المدفعية في سياق إقليمي ودولي متغير، حيث تسعى القوات المسلحة الملكية إلى امتلاك تكنولوجيا متقدمة تمكنها من حماية حدود المملكة وتعزيز قدرتها على الردع العسكري. ومن أبرز الدوافع التي تجعل هذا التحديث ضروريًا:

التحديات الأمنية الإقليمية: يشهد المحيط الإقليمي توترات متزايدة، مما يدفع المغرب إلى تعزيز دفاعاته البرية.

مواكبة التطورات العسكرية: الدول الكبرى تطور باستمرار أنظمة مدفعية حديثة، والمغرب لا يريد أن يبقى متأخرًا في هذا المجال.

تحسين القدرة على التدخل السريع: الأنظمة المدفعية المتنقلة توفر قدرة عالية على الاستجابة السريعة لأي تهديد محتمل.

انعكاسات الصفقة على توازن القوى في المنطقة

تعكس هذه الصفقة التزام المغرب بتعزيز قدراته الدفاعية والهجومية، مما يغير التوازن العسكري في المنطقة. فمع امتلاك المغرب لمدافع ATMOS 2000، تصبح قواته البرية أكثر مرونة وقوة، خصوصًا في مواجهة أي تهديد محتمل. كما أن امتلاك مدفعية متنقلة دقيقة وسريعة الانتشار يمنح القوات المسلحة المغربية تفوقًا نوعيًا في أي سيناريو قتالي محتمل.